للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك منه مَوقعَ الكذبِ مِمَّن هو دونه (١)؛ فالوَزير قد يُؤاخَذ بما يُثابَ عليه السَّائس (٢)! و «حسناتُ الأبرارِ سيِّئات المُقَرَّبِين» (٣).

فكونُه عليه السلام تَكلَّم بشيءٍ يُشبه الكذبَ في الظَّاهرِ من غير إذنٍ خاصٍّ، «خَشِيَ أن لا يُصادَفَ اجتهادُه هذا الصَّوابَ مِن مُراد الله، فخشِي عتابَ الله، فتخلَّص مِن ذلك الموقف» (٤)، إذ رأى فعلَه حِجابًا عن استحقاقِ المَقامِ المَحمودِ، والأنبياء يُشفِقون ممَّا لا يُشفِق منه غيرهم إجلالًا لله؛ «ممَّا يدلُّك على أنَّ يوم القيامة تصفو فيه الأذهان، ويعظُم فيه مِن كلِّ أحدٍ التَّحرير حتَّى الأنبياء، ولم يكُن لإبراهيم وآدم ونوح -صلوات الله عليهم- لمَّا استعملوا التَّحريرَ وجَوَّدُوا التَّفتيشَ إلَّا هذا القَدْر» (٥)!

فاللَّهم سلِّم سلِّم.


(١) انظر «شرح المصابيح» لابن الملك (٦/ ١٥٣).
(٢) انظر «المُفهم» (٣/ ٥٨)، و «التَّذكرة» لأبي عبد الله القرطبي (ص/٦١٠).
(٣) انظر «الرِّسالة القشيرية» (١/ ١٥٥).
(٤) «التحرير والتنوير» (١٧/ ١٠٢).
(٥) «الإفصاح» لابن هبيرة (٦/ ٤٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>