للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُكثِر مِن ذلك، فيُخاف الخَلطُ عنه، أوالغَلطُ منه (١)؛ أو على مَن يَستَهدي بما عندهم، أو يُكثِرُ الرُّجوع إليهم، أو يُصَدِّقهم فيما يقولون (٢)،

أو على مَن يُخاف أن تعلَقَ في نفسِه شُبهةٌ مِن أباطيلِهم لعدم رُسوخِه، ونحو ذلك (٣)

فخوفًا مِن وقوعِ بعضِ هذه المفاسد، شَدَّد عمر رضي الله عنه على كعبِ الأحبار في نهيِه له عن الرَّوايةِ عن صُحفِ أهلِ الكتاب -مع صدقِه عنده- بقولِه: «لتَترُكَنَّ الحديثَ عن الأُوَل، أو لأُلحقنَّك بأرضِ القِرَدة!» (٤).

يقول ابن كثير: «هذا مَحمولٌ مِن عمر رضي الله عنه على أنَّه خَشِيَ مِن الأحاديث الَّتي يَضعها النَّاس على غيرِ مَواضِعها» (٥).


(١) وعليه يُحمل تهديد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب الأحبار في قوله: «لتترُكنَّ الحديثَ عن الأُوَل، أو لألحقنك بأرض القردة»، يقول ابن كثير في «البداية والنهاية» (١١/ ٣٧١): «وهذا محمول من عمر على أنَّه خشي من الأحاديث الَّتي يضعها النَّاس على غير مواضعها، وأنَّهم يتَّكلون على ما فيها من أحاديث الرُّخص، أو أنَّ الرَّجل إذا أكثر من الحديث ربَّما وقع في أحاديثه بعض الغلط أو الخطأ فيحملها النَّاس عنه، أو نحو ذلك».
(٢) «شرح مقدمة في أصول التفسير» لمساعد الطيار (ص/١٥٥ - ١٥٦) ..
(٣) انظر «فتح الباري» لابن حجر (١١/ ٣٧٤)، و «الحديث والمحدثون» لمحمد أبو زهو (ص/١٩٠)، و «المقدمات الأساسيات في علوم القرآن» لعبد الله الجديع (ص/٣٤٦).
(٤) أخرجه أبو زرعة الدمشقي في «تاريخه» (ص/٥٤٤)، وعنه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٥٠/ ١٧٢).
(٥) «البداية والنهاية» (١١/ ٣٧١)

<<  <  ج: ص:  >  >>