والإعياء؛ وأَطوي ذلك، لأُترْجِمَ ما أُضمِرُه له إِلى دعواتٍ في ظهرِ الغَيبِ، بأنْ يُضاعِفَ الله له الأَجرَ والمَثوبة على ما يَبذُله لطُلَّابِه، وأنْ يُباركَ في عِلمِه وعَمَلِه وإيمانِه، وأَن يَعْمُرَ وقتَه بالطاعةِ والعافيةِ.
كما أشكر كلَّ مَن أَعانَ برأيٍ أو نَظَرٍ صوابٍ، أو إعارةٍ لكتابٍ، جعلَه الله له ذُخرًا يومَ الحساب.
وخِتامًا:
فقد بَذلتُ في هذه الرِّسالة وَقْتِي، واستخلصتُها مِن وُكْدي، فليستْ هي مُبَرَّأةً مِن الزَّلَلِ والقُصور، فما عَمَلٌ بخالٍ مِن وَهْنٍ، ولا جهدٌ خالصٌ مِن وَهْيٍ، ولكنْ «أرجو أنْ لا يَطَّلِعَ ذَوُو النُّهى مِنِّي على تَعمُّدٍ لتَمويهٍ، ولا إيثارٍ لهَوى، ولا ظُلمٍ لخَصمٍ»(١).
والمَسئول من النَّاظر في بحثي هذا إسبالُ ذيل السَّتر على ما خُطَّ فيه من مَقصوراتٍ في الخِيام، وصون مَقاصدها الحسنة عن مَلام بعض مفاهيم الكلام؛ ضارِعًا إلى مَولاي أَن يجعلَ هذا العمَلَ مُخلَّصًا مِن كَدَرِ التخْليطِ، مُرادًا به وجهَه، مُزْلِفًا إلى أَعالي جِنانِه، وأَن يغفرَ لي فيه الخطأَ والزَّللَ، إِنَّه خَيرُ مَأْمولٍ، وأكرم مَسئولٍ.