للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبار طيبة من طرق. قال ابن النجار: فاستمر على ذلك إلى أن أحرق المسجد النبوي سنة ٦٥٤. فاحترق فكان إشارة إلى زوال دولة بني العباس، إذا انقرضت عقبه بقليل [٦٥٦ اهـ] في فتنة التتر اهـ.

وفي المنهل الأصفى: أنه إحترق أول ليلة من رمضان عام ٦٥٤. وكان ذلك من أعظم المصائب على الناس.

وللحافظ محمد بن ناصر الدين الدمشقي تأليف سماه «عرف العنبر في وصف المنبر» ذكره له الرداني في صلته انظره.

فائدة: في التوشيح للأسيوطي: كان اليهود يسمون الاسبوع كله سبتا، وقد وقع ذلك في حديث أنس في الإستسقاء، فحدث في الإسلام تسميته جمعة نظرا لليوم الأشرف [انظر كتاب الاستسقاء في مسلم ٨ ص ٦١٢/ ١] .

[خطبته عليه السلام في حجة الوداع على الدواب]

في أبي داود عن رافع بن عمرو المزني «١» : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بمنى حين ارتفعت الضحى، على بغلة شهباء. وعلي يعبر عنه والناس بين قائم وقاعد، وفيه أيضا عن غيره: رأيته صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر بعرفة «٢» ، قال الحافظ عبد الحق الإشبيلي: وهذا حديث لا يثبت لأنه عن مجهول، وقد ذكر أبو داود والنسائي وغيرهما: أنه خطب على بعير وهو الصحيح المشهور «٣» .

أقول: بوّب الشامي في سيرته:

[اتخاذه صلى الله عليه وسلم عليا يعبر عنه]

روى مسدد برجال ثقات عن هلال بن عامر المزني عن أبيه فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى على بغلته وعليه برد أحمر، وعلي أمامه يعبر عنه ما يقول، فجئت حتى دخلت بين شراك النبي صلى الله عليه وسلم وقدمه فجعلت أعجب من بردها رواه أحمد «٤» وأبو داود مختصرا.

وروى الطبراني برجال ثقات عن ابن عباس قال: لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة: أمر ربيع بن أمية بن خلف فقام تحت يدي الناقة، وكان رجلا صيّتا فقال: أصرخ أيها الناس:

أتدرون أي شهر هذا؟ فصرخ فقال الناس: الشهر الحرام. قال أصرخ أي بلد هذا؟ قالوا:

البلد الحرام. قال: أصرخ أي يوم هذا؟ قالوا: الحج الأكبر. قال أصرخ فقل: إن رسول


(١) هو في سنن أبي داود. انظره ج ٢ ص ٤٨٩ رقم الحديث ١٩٥٦.
(٢) هو برقم ١٩١٥ ج ٢ من كتاب المناسك.
(٣) انظر أيضا كتاب المناسك لأبي داود برقم ١٩١٦/ ١٩١٧.
(٤) انظر في ج ٣ ص ٤٧٧ وطبعة المكتب الإسلامي. ٦٢٥/ ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>