للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان كافرا، أو قال فاجرا. وأحذروا زيغة الحكيم «١» قال: وكيف نعلم أن الكافر يقول الحق؟ قال: فإن على الحق نورا، أو كلاما هذا معناه اهـ وحديث: أطلبوا العلم ولو بالصين «٢» شهير، ومن المعلوم كما قال الشيخ رفاعة الطهطاوي، أن أهل الصين، إذ ذلك وثنيون، وأن المقصود من الحديث كان السفر إلى طلب العلم اهـ.

[باب تحريض علي بن أبي طالب على العلم وتنبيهه على شرفه بأبلغ تعبير]

جاء عن علي في خطبة خطبها: واعلموا أن الناس أبناء ما يحسنون، وقدر كل امرىء ما يحسن، فتكلموا في العلم تتبين أقداركم، وفي معناه أيضا قال: المرء مخبوء تحت لسانه، وربما قال: تحت بنانه، وقال أيضا: المرء بأصغريه قلبه ولسانه، قال القرافي: ولم يقل بيديه، أي هو معتبر بهما، فإن رفعاه ارتفع، أو وضعاه اتضع، فالقلب معدن الحكم، واللسان ترجمانه وما عداهما في حكم الأعوان البعيدة، التي لا اعتداد بها وأنشد علي أيضا:

الناس من جهة التمثيل أكفاء ... أبوهم آدم والأم حواء

فإن أتيت بفخر من ذوي نسب ... فإن نسبتنا الطين والماء

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ... على الهدى لمن استهدى أدلاء

وقيمة المرء ما قد كان يحسنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداء

فاطلب لنفسك علما واكتسب أدبا ... فالناس موتى وأهل العلم أحياء

قال الشيخ أبو عمر ابن عبد البر على قول علي الخ: كل امرىء ما يحسن، من الكلام العجيب الخطير، وقد طار الناس به كل مطير، ونظمه جماعة من الشعراء اعجابا به وكلفا بحسنه، ثم أنشد في معناه لجماعة. وانظر روض الأعلام في منزلة العربية من علوم الإسلام.

فائدة: ممن أفرد فضل العلم من المتقدمين بالتأليف ١- ابن أبي خيثمة ٢- وأبو يوسف بن يعقوب القاضي و ٣- ابن أبي عاصم و ٤- إسحاق بن راهواه و ٥- أبو بكر أحمد بن علي المروزي و ٦- أبو العباس أحمد بن علي المرهبي و ٧- آدم ابن أبي أياس و ٨- للحافظ أبي نعيم: فضل العالم العفيف علي الجاهل الشريف و ٩- لأبي عبد الله محمد بن أبي الصدق العدوي؛ منتقى من كتاب العلم لابن أبي خيثمة زهير بن حرب السابق الذكر و ١٠- الحافظ ابن عبد البر و ١١- الشمس محمد بن عبد الرحمن


(١) وردت ضمن كلام معاذ وهو في كتاب السنة ج ٥ ص ١٧ ورقم الحديث ٤٦١١.
(٢) حديث اطلبوا العلم ولو بالصين ذكره العجلوني في كشف الخفاء وعزاه للبيهقي والخطيب وغيرهما عن أنس وهو ضعيف إجمالا.

<<  <  ج: ص:  >  >>