وروى الفاكهي من طريق محمد بن سليمان عن حرام بن هشام عن أبيه عن أم معبد قال: مرّ بي بخيمتي غلام سهيل أزيهر ومعه قربتا ماء، فقلت: ما هذا؟ فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى مولاه سهيل يستهديه ماء زمزم، فإني أعجل السير، لكيلا تنشف القرب.
[فصل في الروايا تسافر مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن كان يذهب يملأها]
ترجم في الاصابة لفائد مولى عبد الله بن سلام فقال: أخرج له المفيد بن النعمان الرافضي في مناقب علي حديثا من طريق ابراهيم بن عمرو عمن حدثه عن فائد مولى عبد الله بن سلام قال: نزل النبي صلى الله عليه وسلم الجحفة في غزوة الحديبية، فلم يجد ماء فبعث سعد بن مالك فرجع بالروايا واعتذر، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا فلم يرجع حتى ملأها، ورمز لهذه الترجمة بحرف الزاي.
[فصل في ساقي النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين]
خرّج مسلم عن انس قال: لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدحي هذا الشراب كله، العسل والنبيذ والماء واللبن. [انظر كتاب الأشربة ج ٢ ص ١٥٩١] .
[فصل في ساقيه عليه السلام من اليهود]
في صبح الاعشى ص ٣٤٤ من الجزء السادس؛ أنه عليه السلام استسقى فسقاه يهودي فقال له: جمّلك الله فما رأي الشيب في وجهه حتى مات، وأخذ منه جواز الدعاء للكفار في المخاطبات.
قلت: كأن هذه القصة هي الآتية تحت ترجمة دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لمن أزال شعرة من مائه.
ومن باب استخدامه عليه السلام ليهودي ما في طبقات ابن سعد في ترجمة أسق اليهودي مولى عمر بن الخطاب؛ أنه كان مملوكا لعمر بن الخطاب وكان يعرض عليه الإسلام فيأبى فقال له عمر: لا إكراه في الدين، فلما حضرت عمر الوفاة أعتقه، وهو نصراني وقال: إذهب حيث شئت. انظر ص ١٠٩ من ج ٦.
[فصل في سقي الماء]
«في الصحيح عن ثعلبة بن أبي مالك أن عمر بن الخطاب قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة، فبقي مزط جيد، فقال له بعض يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك، يريدون أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، فقال عمر: أم سليط احق، أم سليط من نساء الانصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد، وفي المشارق: تزفر لنا القرب أي تحملها على ظهرها تسقي الناس منها» . [انظر صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير ج ٣ ص ٢٢٢]