[باب في كتابة الصحابة للحديث وأمر المصطفى لهم بالتقييد]
خرّج الترمذي عن أبي هريرة قال: كان رجل يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمع منه الحديث فيعجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: استعن بيمينك، وأومأ بيده إلى الخط «١» . قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عمر ثم قال: هذا حديث ليس اسناده بذلك القائم.
وأسند الرامهرمزي عن رافع بن خديج قال: قلت يا رسول الله إنا نسمع منك أشياء فنكتبها، قال: أكتبوا ذلك ولا حرج.
وعن عبد الله بن عمرو قال: كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من أصحابه وأنا معهم، وأنا أصغر القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. فلما خرج القوم قلت: كيف تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعتم ما قال؟ وأنتم تنهمكون في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضحكوا وقالوا: يا ابن أخينا إن كل ما سمعنا منه عندنا في كتاب. رواه الطبراني في الكبير. قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.
وعن أنس قال: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ فقال: استعن بيمينك، وفيه إسماعيل بن يوسف وهو ضعيف.
وعن أبي هريرة أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ فقال: استعن بيمينك على حفظك، رواه البزار وفيه الخطيب بن مجدر وهو كذاب.
وفي ترجمة أنس من طبقات ابن سعد أنه قال لبنيه: يا بني قيّدوا العلم بالكتاب انظر ص ١٤ من ج ٧.
وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن عمر قال: قلت يا رسول الله إني أسمع منك أحاديث، أفتاذن لي أن أكتبها؟ قال: نعم فكان أول كتاب كتبته بيدي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة.
وأخرج ابن قانع من طريق عاصم بن مهاجر الكلاعي عن أبيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الخط الحسن يزيد الحق وضوحا. وساقه الحافظ في الإصابة في ترجمة مهاجر الكلاعي.
وأخرج الحكيم والطبراني في الكبير وسمويه والخطيب في تقييد العلم عن رافع بن خديج قال: قلت يا رسول الله إنا نسمع منك أشياء فنكتبها قال فذكره.
وأخرج ابن الجوزي في العلل عن ابن عمر رفعه: من كتب عني أربعين حديثا رجاء أن يغفر الله له غفر له، وأعطاه ثواب الشهداء.
وفي مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، من مسند الإمام أحمد ص ١٧٦ ج ٢ ثنا
(١) رواه في كتاب العلم باب ١٢ ص ٣٩ ج ٥.