[باب في الصراف ذكر من كان يتجر في الصرف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم]
«في الصحيح عن أبي المنهال قال: كنت أتجر في الصرف فسألت زيد بن أرقم رضي الله عنه والبراء بن عازب عن الصرف فقالا: كنا تاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصرف فقال: إن كان يدا بيد فلا بأس، وإن كان نسيئا فلا يصلح، والصرف بيع الذهب بالفضة والنسأ التأخير» . كتاب البيوع ج ٣/ ص ٦.
وفي زمن سيدنا عثمان كبر هذا السوق، واحتيج إلى مراقب. ففي تاريخ الخميس للديار بكري لما تعرض لما نقم على سيدنا عثمان: وأما دعواهم أنه جعل للحارث بن الحكم سوق المدينة، ليراعي أمر المثاقيل والموازين فتسلط بعد يومين أو ثلاثة على باعة النوى، واشتراه لنفسه فلما رفع ذلك لعثمان أنكره عليه وعزله، وقد روي أنه جعله على سوق المدينة وجعل له كل يوم درهمين الخ.
[التجارة في العنبر والزئبق]
ذكر صاحب عون المعبود على سنن أبي داود أن الزعفران والعنبر والمسك والعود هذه الأربعة كانت موجودة في زمنه عليه السلام، واستعملها الصحابة في حضرته، وكذا بعده ثم ذكر أن النسائي «١» أخرج عن محمد بن علي قال: سألت عائشة أكان النبي صلى الله عليه وسلم يتطيب؟ قالت: نعم بذكارة بالكسر ما يصلح للرجال كالمسك والعنبر والعود. انظر ص ٢٤٨ ج ٣ وفي طبقات ابن سعد عن محمد بن علي قال قلت لعائشة يا أماه أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتطيب؟ قالت: نعم بذكارة الطيب قلت وما ذكارة الطيب قالت: المسك والعنبر.
وفيها أيضا عن أبي سعيد الخدري قال: ذكروا المسك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أو ليس من أطيب الطيب.
وفيها عن ابن عمر كان إذا استجمر يجعل الكافور على العود ثم يستجمر به ويقول:
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستجمر.
وفيها في ترجمة أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النجاشي لما زوّجها من النبي صلى الله عليه وسلم، أمر نساءه أن يبعثن لها بكل ما عندهن من العطر، قالت: فلما كان من الغد جاءتني بعود وورس وعنبر وزباد كثير، فقدمت بذلك كله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يراه عندي، وعليّ فلا ينكره.
وفي شفاء الغليل للخفاجي نقل إن الغالية وقع ذكرها في الحديث، وعن عائشة كنت: أغلل لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الجاحظ: ومعجونات العطر كلها عربية مثل الغالية،