بهذا اللفظ وسنده جيد وصححه الحاكم. وللواقدي من حديث سلمى إمرأة أبي رافع، قالت: كان أبو أيوب، حين نزل عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستعذب له الماء من بير مالك بن النضر، والد أنس، ثم كان أنس وحارثه أبناء أسماء يحملون الماء إلى بيوت نسائه من بيوت السقيا، وكان رباح عبده الأسود يسقي له من بير عرس مدة، ومن بير السقيا التي ذكرها المطيري أنها آخر منزلة السقاء على يسار السالك إلى بير علي بالمحرم، ثم قال بعد تفسير قتادة السابق ما نصه: العين المذكورة معروفة بطريق مكة القديمة، وهي من عمل الفرع.
وعلى ما قاله المجد: ألا أنها ليست المرادة هنا، فكأنه لم يطلع على أن بالمدينة سقيا اهـ راجع ص ٢٢٣ وص ٢٢٨ من الخلاصة وأصلها.
[فصل في سقي الماء له عليه السلام من الآبار الطيبة بالمدينة]
ترجم في الإصابة للهيثم بن نصر بن زاهر الأسلمي فقال: ذكره الواقدي ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج بسند له عنه قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم، ولزمت بابه في قوم محاويج، فكنت آتيه بالماء من بير أبي الهيثم بن التيهان جارهم، وكان ماؤها طيبا، ولقد دخل يوما ضائفا على أبي الهيثم ومعه أبو بكر فذكر القصة.
فصل فيما جاء أنه صلى الله عليه وسلم كان يبرّد له الماء
«في صحيح مسلم عن جابر في حديثه الطويل، في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: يعني جابر، فأتينا العسكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر ناد بوضوء قال: قلت يا رسول الله، ما وجدت في الركب من قطرة. وكان رجل من الأنصار يبرّد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء في أشجاب له على حمارة من جريد، وفي المشارق: أشجاب جمع شجب بسكون الجيم وفتح الشين وهو ما قدم من الغرب، والحمارة وتسمى الحمار، وهي الأعواد التي تعلق عليها هالة القربة، والجريد سعف النخل»[انظر كتاب الزهد ص ٢٣٠٧ ج/ ٣] .
[فصل في طلبه عليه السلام ماء زمزم من مكة إلى المدينة وتحريضه على التعجيل بأصرح عبارة]
ترجم في الاصابة لأثيلة الخزاعي فذكر عن أبي قرة موسى بن طارق أن النبي صلى الله عليه وسلم، كتب إلى سهيل بن عمرو: إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن، أو نهارا فلا تمسين، حتى تبعث إلي من ماء زمزم. قال: فاستعان سهيل بأثيلة الخزاعي، حتى جعل مزادتين ملأهما سهيل من ماء زمزم، وبعث بهما على بعيره «١» ، ورواه المفضل بن محمد الجنوي. ثم ترجم في الاصابة أيضا: أزيهر؛ مولى سهيل بن عمرو له صحبة، أرسله مولاه سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بماء زمزم،
(١) لا شك بأن هذه الرسالة: إنما كانت بعد فتح مكة سنة ٨ للهجرة لأن سهيلا المذكور إنما أسلم عام الفتح.