للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سيرة ابن إسحاق وتهذيب ابن هشام: أن سعد بن معاذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر يا نبي الله ألا نبني لك عريشا تكون فيه، ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الآخرة جلست على ركابك، فلحقت بمن وراءنا من قومنا، فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، ودعا له بخير ثم بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عريشا فكان فيه هـ ص ٦٦ من الجزء الثاني قال ابن باديس: العريش شبه الهودج وليس به وهو أيضا خيمة من خشب، والجمع عرّش. كقليب وقلب ومنه قيل لبيوت مكة: العرش لأنه عيدان تنصب ويظلل عليها، وقال السهيلي: ذكر أبو حنيفة أن العريش أربع نخلات أو خمس في أصل واحد هـ.

[باب في تكليف الإمام من يجلس برئيس ليرى جنود الإسلام (وهو الإستعراض الذي يراد منه اليوم إظهار القوة)]

في قصة الفتح «١» قال المصطفى للعباس: يا عباس إحبسه، يعني أبا سفيان بمضيق الوادي عند خطم الجبل، وهو ما تضايق منه، حتى تمر به جنود الله فكان كلما مرت به قبيلة قال: يا عباس من هذه؟ فأقول بنو فلان. فيقول: ما لي ولبني فلان، حتى مر به النبي صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء، أي لكثرة الحديد، وظهوره فيها. والمهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد قال: من هؤلاء؟ قلت: رسول الله في المهاجرين والأنصار، قال ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، والله لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما. والقصة معروفة في السير. قوله: ما لي ولبني فلان قال صاحب الصلة هو كلام يقوله الرجل: إذا خاف من شيء أو شعر منه ضررا، وهو من باب البلاغة، والأصل فيه ما السبب الباعث على إضراري. قال في الفوائد: فيه إرهاب العدو بنظره لجيش المسلمين، وإن كان قد أسلم ودخل فيهم ليكون أقوى لإيمانه وأبلغ فيما يتحدث به إلى قومه عن معاينة، وليعلم أن الله نصر دينه وأعز رسوله، وصدق وعده، ومن هذا الباب أمر النبي صلى الله عليه وسلم وسلم بإيقاد النيران ليلة الدخول لمكة في قصة الفتح هذه.

[باب في ذكر العرفاء وهم رؤساء الأجناد وقوادهم]

«ولعلهم سموا بذلك لأنّ بهم يتعرف أحوال الجيش. قاله الباجي في المنتقى» .

وقال غيره: العريف بوزن عظيم، وفي النهاية: العريف القيم بأمور القبيلة والجماعة من الناس، يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم هـ قال الحافظ: وسمي بذلك لكونه يتعرف أحوالهم حتى يعرف بها من فوقه عند الإحتياج هـ.

«في الصحيح «٢» في قصة مجيء وفد هوازن مسلمين فسألوا أن يرد إليهم أموالهم


(١) انظر سيرة ابن هشام ج ٢/ ص ٤٠٣.
(٢) انظر كتاب العتق في البخاري باب ١٣ ص ١٢١/ ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>