تنبيه قال الشيخ أبو سالم العياشي في كتابه الحكم بالعدل والإنصاف أن المواق في كتابه سنن المهتدين كسر شوكة من يرى أن كل ما لم يكن في الصدر الأول بدعة، وأن كل ما خالف المشهور ضلالة، ولم نزل نسمع من شيخنا أبي محمد عبد القادر الفاسي، أن المواق قصد تسهيل الأمر على الناس فيما ذكره ابن الحاج في مدخله من التشديد، وادخال كثير مما عملت به الأمة من القرب في حيز البدعة، حيث لم يكن في الصدر الأول مع أنها قد قال بها بعض الأيمة، وربما كان لها أصل في السنة، ولو ضعيفا. وأخذ من حديث أو فعل من أفعاله عليه السلام أو حال من أحواله ولو من وجه بعيد، وكل ذلك يصدق عليه أنه مأخوذ منه عليه السلام. والنسبة تقع بأدنى شيء، والناس أطوار، وكلهم مستمد منه عليه السلام فالقوي من قوته وصريح مقاله، والضعيف من مفهوم مقاله وإشارات بعيدة تؤخذ من بعض كلماته أو فعلاته عليه السلام، ولا يضل كل الضلال في جميع المسائل إلا من قطعت بينه وبينه عليه السلام كل العرى والوسائل اهـ منه.
[باب في صاحب المغانم وفيه ذكر من ولي جمعها وحفظها حتى قسمت يوم بدر]
«قال ابن إسحاق في أخبار يوم بدر: وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على النفل عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف. وقال ابن حزم في الجماهر ٤١١- ٣١٢ محمية بن جزء الزبيدي وقال: ولّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم بدر. وقال القضاعي في كتاب الأنباء: كان في يوم حنين من السبايا ستة آلف، ومن الأبل والغنم ما لا يدرك عدده، وروى ابن فارس «١» في كتابه مسند الزهري عن سعيد بن المسيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم: سبى يومئذ ستة آلاف بين امرأة وغلام، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم أبا سفيان بن حرب» .
وقد سبق لنا استدراك أن بديل بن ورقاء أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة حتى يقدم عليه.
[باب في ذكر من كان يكتب غنائم المصطفى عليه السلام]
في العقد الفريد لابن عبد ربه: وكان معيقيب بن أبي فاطمة يكتب مغانم النبي صلى الله عليه وسلم اهـ انظر ص ١٤٤ من الجزء الثاني.
[ذكر من تولى بيع ما احتيج إلى بيعه من المغانم]
«ذكر أبو القاسم خلف بن بشكوال، في كتابه الذي ألفه في تفسير ما استعجم، من غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة عن مالك قال: أمر رسول الله
(١) هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي الحافظ النيسابوري، روى عنه البخاري. نقلا عن حاشية التخريج ص ٥٠١.