للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففعلا ذلك امتثالا لأمره، لا مذهبا واعتقادا. قال في المعراج: لأن طاعة الإمام فيما ليس بمعصية واجبة اهـ أنظر ص ٥٨٣ ج ١.

وأما ابن مسعود ففي الدر المختار، شرح تنوير الأبصار، للحصكفي الحنفي، قد قالوا: الفقه زرعه عبد الله بن مسعود، وسقاه علقمة وحصده إبراهيم النخعي، ودرسه حمّاد، وطحنه أبو حنيفة، وعجنه أبو يوسف، وخبزه محمد، فسائر الناس يأكلون من خبزه وقد نظم بعضهم فقال:

الفقه زرع ابن مسعود، وعلقمة ... حصّاده ثم إبراهيم درّاس

نعمان طاحنه يعقوب عاجنه ... محمد خابز والآكل الناس

قال محشي الدر على قوله: زرعه أي أول من تكلم باستنباط مرويه عبد الله بن مسعود اهـ.

[باب في ذكر الذين انتهى إليهم العلم من الصحابة]

قال مسروق بن الأجدع: انتهى الذي كان عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ستة أنفس: زيد، وأبو الدرداء، وأبي بن كعب، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وانتهى علم الأربعة الأولين لعلي وابن مسعود، وجعل الشعبي أبا موسى الأشعري بدل أبي الدرداء، وخرّج الحاكم مرفوعا: أبو هريرة وعاء العلم وأخرج الإمام أحمد عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يرحمك الله فإنك عليم معلم.

وفي طبقات ابن سعد؛ أن أبا موسى الأشعري قال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فينا يعني ابن مسعود، وأخرج فيها أيضا أن عبد الله أقبل يوما وعمر جالس قال: فلما رآه مقبلا قال: كنيف ملىء علما أو قال فقها: وقال في القاموس [للفيروز آبادي] : وكنيف لقب ابن مسعود لقبه به عمر تشبيها بوعاء الراعي اهـ قال ابن الطيب في حواشي القاموس: هذا هو المعروف المشهور، خلافا لما في الظهيرية وغيرها، من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: كنيف مليء علما فإنه ليس بمعروف اهـ.

وأخرج عبد الرزاق والبيهقي وابن أبي شيبة عن أبي سفيان عن أشياخ لهم في امرأة أمر عمر برجمها وهي حبلى، فأشار معاذ بن جبل بحبسها حتى تضع، فخرجت إشارة معاذ فقال عمر: عجزت النساء أن تلدن مثل معاذ، لولا معاذ لهلك عمر.

وأخرج ابن سعد عن شهر بن حوشب قال: قال عمر: إن العلماء إذا حضروا يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم قذفة بحجر، وفي الإستبصار: أن فروة بن نوفل الأشجعي قال: كنت جالسا مع عبد الله بن مسعود فقال: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا.

ولم يكن من المشركين، فقلت: يا أبا عبد الرحمن إنما قال الله إن إبراهيم كان أمة فأعاد قوله: إن معاذا فلما رأيته أعاد عرفته أنه تعمد الأمر فسكت، فقال: أتدري ما الأمة وما

<<  <  ج: ص:  >  >>