منهن أحد: إليك وابن عوف من ورائهن كذلك، فنزلن بقديد واعتزلن الناس، وقد ستروا عليهن الشجر من كل ناحية انظر ص ١٥١ من ج ٨ من طبقات ابن سعد.
وفي التوشيح للسيوطي: كان عمر يتوقف أولا في الإذن لأمهات المؤمنين بالحج، اعتمادا على قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب: ٣٣] يرى تحريم السفر عليهن، فظهر له جوازه، فأذن لهن في آخر خلافته، فكان عثمان يحج بهن في خلافته أيضا ووقف بعضهن عند ظاهر الآية، وهي زينب وسودة فقالتا: لا تحركهما دابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اهـ.
[باب من كان يقود أو يسوق نساء المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجه]
قال القاضي ابن باديس، في شرح مختصر ابن فارس، نقلا عن أبي عمر: أنجشة العبد الأسود، كان يسوق أو يقود نساء النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، ويحدو الإبل لتزيد في الحركة.
[باب في ارتياد الموضع لنزول الجيش وتخيره لهم من ماء وكلأ]
وهؤلاء يعرفون في جيش السلطان بالمغرب بالمهندسين والفرايكية، في قصة الحديبية، أنه عليه السلام لما سلك ثنية المرار قال: انزلوا فقالوا ما بالوادي ماء، قال القاضي ابن باديس: فيه دليل ارتياد الموضع لنزول الجيش وتخيره لهم من الماء والكلأ.
وفي البخاري عن البراء. نزلوا على بير اهـ وقصة الحباب بن المنذر في الباب مشهورة.
[باب في الحارس ذكر من حرسه صلى الله عليه وسلم بالمدينة]
«قد تقدم قول سعد بن أبي وقاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت لأحرسك، وحرس يوم بدر سعد بن معاذ وغيره، كما في سيرة ابن إسحاق (وجزم به اليعمري تبعا لغيره) . ففيها أنه كان على باب العريش، الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، متوشحا بالسيف في نفر من الأنصار، يحرسون. وحرسه صلى الله عليه وسلم حين أعرس بصفية بخيبر، أو ببعض الطريق أبو أيوب الأنصاري.
ففي ابن إسحاق أنه بات متوشحا سيفه يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويطوف بالقبة حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى مكانه قال: مالك يا أبا أيوب؟ قال: يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك فزعموا أن مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني وكان يحرسه عليه السلام في مكة وهو يصلي بالحجر عمر بن الخطاب، كما في علل الدارقطني أنه كان يقوم بالسيف على رأسه حتى يصلي» .
وترجم في الإصابة للأدرع السلمي فخرّج من طريق ابن ماجه عنه قال: جئت ليلة