[باب في الإمارة العامة على النواحي ذكر من ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على النواحي]
قال الزرقاني في شرح المواهب: أمراؤه عليه السلام ولاته الذين ولا هم على البلاد والقضاء والصدقات هـ. الأمراء الذين وجههم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجهات كثيرون.
«منهم أمير مكة عتّاب بن أسيد. قال ابن جماعة: أمّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عتّاب بن أسيد على مكة وإقامة الموسم والحج بالمسلمين سنة ثمان» .
قال ابن القيم في الهدى: وهو دون العشرين سنة. «ونقل الثعلبي في تفسيره على قوله تعالى: وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً [الإسراء: ٨٠] قال الكلبي إنه قال:
سلطانا نصيرا عتّاب بن أسيد، وذكر توليته صلى الله عليه وسلم له على مكة» .
في الإصابة؛ أورد العقيلي في ترجمة هشام بن محمد بن السائر الكلبي، بسنده إليه، عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً قال هو عتاب بن أسيد هـ وفي كتاب «صلة الجمع وعائد التذييل لموصول كتابي الإعلام والتكميل، للحافظ أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد الأوسي الشهير بالبلنسي ابن عسكر، على الآية: خرّج أبو بكر الذهبي في تاريخه بسنده إلى ابن عباس قال: هو عتّاب بن أسيد هـ «ومنهم باذان ويقال باذام ملك اليمن» .
وفي صبح الأعشى: لما أسلم باذان نائب كسرى ولّاه النبي صلى الله عليه وسلم على جميع مخاليف اليمن، وكان منزله بصنعاء مملكة التبابعة، وبقي حتى مات بعد حجة الوداع، فولي النبي صلى الله عليه وسلم ابنه شهر بن باذان على صنعاء، وولي على كل جهة واحدا من أصحابه.
«وذكر الثعلبي في باذام أنه أول من أسلم من ملوك العجم، وأول أمير للإسلام على اليمن» .
قلت: نحوه نقل الزرقاني على المواهب عن الثعلبي وأقره، وانظره مع ما سبق في الإمارة على الحج، من أن أبا بكر كان أولّ أمير في الإسلام وقيل: عتّاب بن أسيد.
وفي ترجمة عبد الله بن جحش من الإصابة عن البغوي: أنه أول أمير في الإسلام، ويحتمل أن يكون ذلك باعتبار ما ذكر من الجهات.