وفي المقاصد الحسنة حديث غمز القدم ونحوه أورده الدارقطني في الأفراد عن ابن عباس، قال: كنت عند أبي ابن كعب أغمز، فذكر حديثا في قراءة آية وروى فيه عن أبي زيد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أدن فامسح ظهري فدنوت ومسحت ظهره.
[مضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم]
ترجم في الإصابة حمارا فذكر عن الصحيح أن إسمه عبد الله، ويلقب بحمار، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن أبي يعلى عن زيد بن أسلم؛ أنه كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن، أو العسل، ثم يجيء بصاحبها فيقول: أعطه الثمن. قال الحافظ: وقع نحو ذلك للنعمان فيما ذكره الزبير بن بكار في كتاب «الفكاهة والمزاح» . وترجم في الإصابة أيضا لسويبط بن حرملة العبدري، وذكر قضايا من أفعاله، فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك هو وأصحابه منها حولا. وفي فوائد الدرر وفرائد الفكر، في شرح مختصر السير، للفقيه المحدث القاضي أبي علي حسن بن بلقاسم بن باديس القسمطيني، لما ترجم لسودة زوجه عليه السلام قال: وكانت تضحك النبي صلى الله عليه وسلم؛ قالت له: صليت البارحة خلفك يا رسول الله، فركعت فأمسكت بأنفي مخافة الدم أن يقطر فضحك اهـ منه.
[ملاعبة الإمام أقاربه الصغار]
ترجم في الإصابة لكثير بن عباس بن عبد المطلب فقال: خرّج أبو علي بن السكن وابن مندة عن كثير بن العباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمعنا أنا وعبد الله وقثم وآخر فيفرج بين يديه ويقول: من سبق فله كذا، وخالفه غيره فقال: كان يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا أولاد العباس ويقول: من سبق فله كذا وهذا أقوى.
الرجل يعلم الوفد كيف يحيّون المصطفى صلى الله عليه وسلم
ذكر ابن إسحاق في قصة وفد ثقيف سنة تسع أنه خرج بهم عبد ياليل وهو صاحب أمرهم، فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة وجدوا المغيرة بن شعبة، فانثاب «١» ليبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم، فلقيه أبو بكر فقال: أقسمت عليك بالله لا تسبقني إلى رسول الله، حتى أكون أنا أحدثه، ففعل المغيرة فدخل أبو بكر فأخبره بقدومهم عليه، ثم خرج إليهم فروّح الظهر معهم، فعلمهم كيف يحيّون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفعلوا إلا تحيّة الجاهلية. انظر الهدى لإبن القيم ص ٤٥٨ ج ١ وعلى المواهب ص ٦ من ج الرابع وفي تفسير المولى أبي السعود الحنفي: كان أبو بكر رضي الله عنه إذا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفود أرسل من يعلمهم كيف يسلّمون، ويأمرهم بالسكينة والوقار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اهـ وهذا يفهمنا أيضا أن أبا بكر كان يشغل أيضا وظيفة [تشبه] مدير التشريفات اليوم.