للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي در السحابة حين ترجم لعثمان بن قيس بن أبي العاص التميمي فقال عنه: هو أول قاض بمصر، وكان شريفا سريا قال في: مرآة الزمان هو أول من بني بمصر دارا للضيافة للناس.

[فصل في ذكر من ولي النظر في أمر الوفود في زمنه عليه السلام]

«قد تقدم قبل أن خالد بن سعيد بن العاص كان يمشي بين وفد ثقيف وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

قلت: وكانوا لا يطعمون طعاما يأتيهم من عنده صلى الله عليه وسلم، حتى يأكل منه خالد. نقله الزرقاني في شرحه على المواهب. وفيه أيضا نقلا عن ابن إسحاق: أن بلالا كان يأتيهم بفطرهم وسحورهم، في الأيام التي صاموها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمضان، وأن النبي عليه السلام أمر ثوبان غلامه بإنزال وفد بني سلامان في الدار التي ينزلها الوفود.

وفي طبقات بن سعد لدى كلامه على وفد تجيب؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم رحّب بهم وأكرم منزلهم وحباهم، وأمر بلالا أن يحسن ضيافتهم وجوائزهم، وأعطاهم أكثر مما كان يجيز به الوفد. وفيها أيضا أن وائل بن حجر القيل أحد ملوك اليمن «١» ، لما ورد على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما أمر صلى الله عليه وسلم معاوية أن ينزله فأنزله منزلا بالحيرة «٢» ووقعت له معه قصة عجيبة، انظرها في الطبقات.

[أمره عليه السلام بالزاد للوفود]

روى البيهقي عن النعمان بن مقرن المزني قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة رجل، فلما أردنا أن ننصرف قال: يا عمر زوّد القوم قال: ما عندي إلا شيء من تمر، ما أظنه يقع من القوم موقعا. قال: انطلق فزوّدهم، فانطلق بهم فأدخلهم منزله ثم أصعدهم إلى علية (بكسر العين وضمها غرفة) فلما دخلنا إذا فيها من التمر مثل الجمل الأورق (ما في لونه بياض إلى سواد وهو أطيب الإبل) فأخذ القوم منه حاجتهم، قال النعمان: وكنت في آخر من خرج، فنظرت وما أفقد موضع تمرة من مكانها، معجزة نبوية انظر ص ٤٣ من شرح المواهب في سفر الوفود.

[جوائزه عليه السلام للوفود]

بوّب البخاري «٣» في كتاب الجهاد باب: جوائز الوفود، وخرّج عن ابن عباس:

أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عند موته بثلاث: منها؛ وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم اهـ.

وفي طبقات ابن سعد أجاز رسول فروة بن عمرو الجذامي عامل قيصر على عمان باثني عشر أوقية ونش، قال: وذلك خمسمائة درهم انظر ص ١٨ ج ١ من القسم الثان.


(١) ترجمه في الإصابة ص ٦٢٨/ ٣.
(٢) كذا في الأصل.
(٣) كتاب الجهاد باب ١٧٥ ج ٤/ ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>