لكن عرته لهيبة لك خشية ... لم يستقر بها لديه قرار
فهوى إلى وجه الصعيد بوجهه ... ولواه عما قد نراه خرار
وأحاله عن حال طبعه «١» عارض ... للرعب منك عراه منه نفار
انظر الكشكول في محاسن الغول للأديب الكاتب المؤرخ أبي عبد الله محمد السنوسي التونسي صاحب مسامرة الظريف.
ووقفت في كتاب المراسلات للأمراء والوزراء والسلاطين لأبي علي الحسن بن زيد الأنصاري الذي عندي نسخة منه بخط الشهاب القسطلاني، فرغ منها سنة ٨٧٩ هـ على صورة مكاتب التهنئة بالسلامة من السقوط عن الفرس، وهي أربعة: واحد للسلطان، وآخر مثله، وكتاب آخر من معناه إلى السلطان أو ولده، وكتاب من معناه إلى الخليفة فقف عليه.
ورأيت في بعض المجاميع لبعض وزراء الدولة السعدية ما قاله في يوم السبت من ١٤ جمادى ٢ عام ١٠٣٧ لما تكسر رمح السلطان مولاي أحمد بن مولاي زيدان حين ركب للميز:
تطاول الرمح على ... سيف الأمير وافتخر
تاه بطول قده ... وبالقوام المعتبر
والسيف من أوصافه ... فيه اعوجاج وقصر
قال له السيف اقتصر ... أنت قضيب من شجر
وليس للرمح سوى ... طعن ببعد إن قدر
وهو لا يصحب من ... كان مقيما مستقر
والسيف في يوم الوغى ... للضرب والطعن ابتدر
وصاحب ملازم ... في حضر أو في سفر
وفعله قال لنا ... ليس العيان كالخبر
فثبت الفضل إلى ... سيف على رمح ظهر
والرمح خر ساجدا ... من أجل ذلك انكسر
والله يبقي نصركم ... ما لاح نجم أو قمر
وكتب بطرة القصة المذكورة قصة موسى المريني وما قيل فيها كما سبق عن الجادري.
[ذكر الرواة عنه وسندنا المتصل به]
لم أقف على من روى عنه الآن دون أبي زكريا السراج فإنه قال: سمعت من لفظه بعض تاليفه المسمى تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من
(١) الوزن مضطرب وإصلاحه: وأحاله عن حال طبع عارض.