للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: قد والله شربت ما فيها، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: أما والله لا يجعر أي لا يصيب بطنك أبدا.

[استخدامه عليه السلام غلاما يهوديا]

ففي الصحيح عن أنس أن غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فعاده عليه السلام فعرض عليه الإسلام فأسلم فمات [انظر: كتاب الجنائز ج ٢ ص ٩٧] .

وفي العتبية من أمهات المذهب المالكي: عن زياد بن شبطون من أصحاب مالك أن اسم هذا الغلام عبد القدوس؛ انظر من اسمه عبد القدوس في الإصابة، وترجمه العلامة ابن زكري في كتابه: الفوائد المتبعة في العوائد المبتدعة فانظره.

تنبيه: بعد أن ذكر الحافظ الشامي عدة أحاديث فيها أنه عليه السلام كان ربما يحلب شاته، ويخيط ثوبه ويسلخ شاته، ويخدم نفسه قال: وهذا يتعين حمله على أوقات، فإنه ثبت أنه كان له خدم، فتارة بنفسه وتارة بغيره وتارة بالمشاركة اهـ.

[الأشياء التي كان عليه السلام لا يكلها إلى أحد من خدمه]

خرج ابن سبع عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكل صدقته إلى غير نفسه حتى يكون هو الذي يضعها في يد السائل. ورواه ابن ماجه عن ابن عباس، وروى ابن سعد بن زياد مولى عياش بن أبي ربيعة قال: خصلتان كان لا يكلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد؛ الوضوء من الليل حين يقوم، والسائل يقوم حتى يعطيه.

[ذكر الذين قام بخدمتهم المصطفى بنفسه]

قال في المقالات السنية:

والمصطفى غيثه عمّ الوجود فمن ... هـ الكون في نصح والخلق في نعم

بادي البشاشة للوفود، راحته ... أنمى لدى آمل من هاطل الديم

وفد النجاشي طه قام يخدمهم ... بنفسه حين حلّوا ساحة الكرم

قالت صحابته: نكفيك قال: أنا ... أحق للمكرمين الصحب بالخدم

أما هم المكرمو صحبي وقد ذهبوا ... مهاجرين إليهم، في ديارهم

وقال ابن ليون التجيبي في الانالة: الأصل في خدمة المشايخ من دونهم؛ أنه عليه السلام قام يخدم وفد النجاشي.

قلت: قيام المهاجرين يفرجون عنه صلى الله عليه وسلم عند الإزدحام؛ في مسند عائشة من مسند أحمد عروة عن عائشة قالت: إن أمداد العرب كثروا على النبي صلى الله عليه وسلم حتى غموه وقام إليه المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشة فرهقوه فأسلم رداءه في أيديهم ووثب على العتبة فدخل وقال: اللهم ألعنهم فقالت عائشة يا رسول الله هلك القوم فقال كلا والله يا بنت أبي بكر لقد إشترطت على ربي عزّ وجلّ شرطا لا خلف له، فقلت إنما أنا بشر

<<  <  ج: ص:  >  >>