ومنهم ظهير الدين علي بن عبد العزيز بن عبد الرزاق المرغيناني الحنفي، المتوفى سنة ٥٠٦ له كتاب أقضية الرسول عليه الصلاة والسلام ذكره في كشف الظنون وقال: وله شروح، ومنهم الإمام أبو جعفر أحمد بن عبد الملك بن محمد بن إبراهيم الأنصاري، المعروف بابن أبي مروان الاشبيلي، المتوفى سنة ٥٤٩ بلبلة شهيدا ترجمه ابن الأبّار في تكملة الصلة، فقال: تأليف مفيد وسماه المنتخب المنتقى، جمع فيه ما افترق في أمهات المسندات، من نوازل الشرع. وعليه بنى كتابه أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الاشبيلي، في الأحكام، ومنه استفاد وكان صاحبا لأبي جعفر هذا وملازما له اهـ ص ٧٢.
ومنهم العلامة أبو علي حسين بن المبارك بن يوسف الموصلي، المتوفي سنة ٧٤٢ له الفتاوى النبوية في المسائل الدينية والدنيوية انتخب فيه من الفتاوى النبوية، مسائل سئل عنها المصطفى عليه السلام، فأجاب عنها بأجوبة قطعية، ورتبها على ترتيب الكتب الفقهية، وهو في مجلد توجد منه نسخة بالمكتبة الخديوية بمصر، ومنهم الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي، المعروف بابن القيم الحنبلي الدمشقي، المتوفى سنة ٧٥١ استوعب ما ورد من فتاويه صلى الله عليه وسلم وأجوبته وأحكامه، ختم بها كتابه أعلام الموقعين عن رب العالمين، وقد جردها منه، وأفردها بتأليف الأمير الطيب الذكر السيد صديق حسن خان ملك بهوبال من أرض الهند المتوفى سنة ١٣٠٧ سماه بلوغ السول في أقضية الرسول، وقد طبع بالهند، هو وتفسير آيات الأحكام، المسمى نيل المرام بايات الأحكام، للأمير المذكور وجمعا في مجلدة واحدة. لو لم تنشر الأمة الهندية أثرا غير هذه المجموعة المقدسة لكان كافيا، وأرى أن التأبط بها على كل مسلم متعين.
[باب في ذكر تراجم وأصول الأبواب التي قضى فيها عليه السلام وأفتى]
ترجم لهذا الفصل الحافظ الشامي في سيرته فقال: جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في أحكامه وأقضيته وقال: ليس الغرض من ذلك ذكر التشريع العام، وإن كانت أقضيته الخاصة شرعا عاما، وإنما الغرض ذكر سيرته صلى الله عليه وسلم في الأحكام الجزئية، التي فصل فيها بين الخصوم، وكيف كانت سيرته صلى الله عليه وسلم بين الناس، ولنذكر تراجم أبوابه وفصوله المتعلقة بهذا الفصل، وذلك أنه عقد أولا ترجمة جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في أحكامه وأقضيته وفتاويه، ثم الباب الأول في أحكامه عليه السلام وأقضيته في المراسلات، وما يلحق به، وفيه أبواب:
الأول في تحذيره صلى الله عليه وسلم من القضاء بين الناس.
الثاني في تقسيمه صلى الله عليه وسلم القضاء إلى ثلاثة أقسام.
الثالث في نهيه صلى الله عليه وسلم عن الحكم في حال الغضب والجوع.