للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في أمر الرجل بذكر اسم الله على الجرح ثم التفل فيه]

ترجم في الإصابة لكهيل الأزدي فقال: كانت له صحبة، قال: أصيب الناس يوم أحد، وكثرت فيهم الجراحات، فأتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: إنطلق فقم على الطريق، فلا يمر بك جريح إلا قلت: بسم الله ثم تفلت في جرحه. الحديث أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده من رواية علقمة بن عبد الله عن القاسم بن محمد عنه.

[باب كون من لا يعرف بالطب لم يكن يباح له أن يعالج الناس]

خرج أبو داود «١» والنسائي والدارقطني عن عمرو بن شبة عن أبيه عن جده رفعه: من تطبب ولم يعلم منه الطب فهو ضامن، وفي رواية لأبي نعيم: من تطبب ولم يكن بالطب معروفا فأصاب نفسا فما دونها فهو ضامن، قال ابن طرخان: هذا الحديث فيه إحتياط وتحرز على الناس، وحكم سياسي مع ما فيه من الحكم الشرعي، وقوله: تطبب أي تعاطى علم الطب، ولم يكن من أهله، ومعناه: من تعاطى علم الطب ولم يتقدم له به استعمال ومزاولة وتدرب مع الفضلاء فقتل بطبه فهو ضامن اهـ.

[باب في أصل ما يعرف الآن في الإدارات الصحية بالكرنتينة]

في الصحيحين «٢» وغيرهما عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان الوباء بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه، وإذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليها، وقد رجع عمر بن الخطاب بسبب هذا الحديث لما خرج إلى الشام، وأخبر أن الوباء قد وقع بها وأن عمر حمد الله وانصرف.

قال ابن طرخان في نهيه صلى الله عليه وسلم عن الدخول للأرض التي حلها الطاعون، فائدتان:

أحداهما لئلا يستنشقوا الهواء الذي قد عفا وفسد فيمرضون. والثانية لئلا يجاوروا المرضى الذين قد مرضوا بذلك، فتتضاعف عليهم البلية، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من القرف التلف. وفسر بأنه ملابسة الداء ومداناة المرضى. وبالجملة قوله: لا نقدموا عليه إثبات للحذر والنهي عن التعرض للتلف، وحديث أبي داود «٣» المذكور من حديث فروة بن مسيك قال: قلت يا رسول الله أرض عندنا يقال لها: أرض أبين (قرية إلى جانب البحر من ناحية اليمن) هي أرض ريفنا (كل أرض فيها زرع ونخل) وميرتنا (الطعام المجلوب من بلد إلى بلد) وإنها وبئة (كثيرة الوباء) أو قال: وباؤها شديد. فقال عليه السلام: دعها عنك فإن من القرف (ملابسة الداء ومداناة المرضى) التلف (الهلاك) قال الخطابي وابن الأثير: ليس


(١) كتاب الديات باب ٢٣ ج ٤/ ٧١٠ ورقمه ٤٥٨٦.
(٢) في البخاري كتاب الحيل ١٣ ج ٨/ ٦٤ وفي مسلم كتاب السلام باب ٣٢ ص ١٧٤٠/ ج ٢.
(٣) كتاب الطب ج ٤/ ٢٣٨ ورقمه ٣٩٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>