للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفردوس، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رفعه: أترعوا الطسوس وخالفوا المجوس.

أترعوا: أي إملأوا والطسوس من جموع الطست. الإناء المعروف وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم توضأ في المخضب، وهو ما يغسل فيه الثياب من الخشب أو الحجارة. وفي القدح أواني الخشب والحجارة، وفي تور شبه الطست إناء من صفر، وفي آنية النحاس، وفي قدح من زجاج، وقد ترجم لكل ذلك البخاري في كتاب الوضوء «١» ، وفي سنن أبي داود: باب الوضوء في آنية الصفر، وبوّب الحافظ نور الدين الهيثمي في المجمع: باب الوضوء من النحاس، وانظر تأليفنا في حديث: أترعوا الطسوس.

[صاحب السواك]

«في البخاري أن صاحب السواك والوساد ابن مسعود» .

وترجم في الإصابة لبريرة، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أن ابن أبي شيبة، خرّج عن عبد الله بن بريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل، دعا جارية له يقال لها:

بريرة بالسواك، وانظر تأليف سيدنا الخال في السواك وما يتعلق به.

[اتخاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرسي]

«ذكر الدارقطني في العلل، من حديث علي، قال: كنت آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم كل غداة؛ إذا تنحنح دخلت، وإذا سكت لم أدخل قال: فخرج إليّ فقال: حدث البارحة أمر سمعت خشخشة في الدار، وذكر قصة فيها، فإذا بجرو للحسن تحت كرسي لنا، وفي «المشرع الروي» : الكرسي هو الذي يجلس عليه، وقيل لا يفضل عن مقعد القاعد» .

[ذكر جلوس النبي صلى الله عليه وسلم على الكرسي]

«في صحيح مسلم «٢» وسنن النسائي والنص لمسلم: عن حميد بن هلال قال: قال أبو رفاعة العدوي: إنتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقلت: يا رسول الله رجل غريب يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه. قال: فأقبل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتى بكرسي حسبت قوائمه حديدا قال: فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته فأتم آخرها» .

الحديث المذكور أغفله السيوطي في الجمع، والهندي في الكنز فاقتصرا على عزوه للطبراني في الكبير، وأبي نعيم، مع أنه كما علمت في مسلم، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، وفيه جلوسه صلى الله عليه وسلم على كرسي قوائمه من حديد، حتى في المسجد والناس ينظرون، ففيه جواز ذلك، وأنه لا يعد مذموما، وقد قربت مرة إلى رجل من الصالحين كرسيا لجلوسه، فأبى ورأى أنه من التشبه المذموم.


(١) هو في البخاري كتاب الوضوء باب ٤٥، ٤٦. ج ١ ص ٥٧، ٥٨.
(٢) في الجزء الأول كتاب الجمعة باب ١٥ ص ٥٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>