زفافها ويغدق عليها قناعة الإيمان، ويتقارب بمراحلها على بعد الزمان، فحمدت عند الصباح سراها، وجرت السوانح ببشراها، وأهدت سواريها وخواتمها لمن أعلمها بنكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم لها. اهـ.
[في الرسول يبعث بالهدية]
«قال أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى أبي سفيان بن حرب بهدية إلى مكة، وخرّج أبو عبيد القاسم بن سلام أن هذه الهدية كانت تمر عجوة، وكتب إليه صلى الله عليه وسلم يستهديه أدما فأهداه إليه أبو سفيان. وكانت في الهدنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة قبل فتحها» .
وقد أفرد رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجهات أبو الحسن المدائني؛ ذكر ذلك الحافظ في ترجمة الحارث بن عبد كلال من الإصابة وغيرها، وأشار إليهم الحافظ العراقي في ألفيته فقال:
ذكر رسله عليه الصلاة والسلام إلى الملوك:
أول من أرسله النبي ... لملك عمرو هو الضمري
إلى النجاشي فلما قدّم ... نزل عن فراشه فأسلم
فأركب المهاجرين البحرا ... إليه في سفينتين طرّا
زوّجه رملة عمرو قبله ... له ومهرها النجاشي بذله
ودحية أرسله لقيصرا ... وهو هرقل فعصى واستكبرا
وابن حذافة مضى لكسرى ... فمزّق الكتاب غيّا نكرا
وحاطب أرسل للمقوقس ... فقال: خيرا ودنا لم يؤيس
أهدى له مارية القبطية ... وأختها سيرين مع هدية
من ذهب وقدح ومن عسل ... وطرف من مصر من بنها العسل
وأرسل ابن العاصي حتى أدّى ... كتابه إلى ابني الجلندا
فأسلما وصدّقا وخلّيا ... ما بين عمرو، والزكاة أهديا
وأرسل السليط لليمامة ... لهوذة ملك بني حنيفة
فأكرم الرسول إذ أنزله ... وقال: ما أحسن ما يدعو له
وسال أن يجعل بعض الأمر ... له فلم يعط مضى في الكفر
كذا شجاع الأسدي يلقى ... الحارث الغساني ملك البلقا
رمى الكتاب قال: إني سائرّ ... إليه، رده هرقل قيصر
وقيل: بل أرسله لجبله ... فقارب الأمر ولكن شغله
الملك، ثم في زمان عمر! ... أسلم، ثم ارتدّ حتى كفرا