ألّا يحجّ بعد عام مشرك ... فقرأ السورة خاب المشرك
أما الألى أمرهم بالبعث ... فذكروا في كل بعث بعث
[باب كيف كان يوصي عليه السلام (عماله في صفة البريد الذي يبردون إليه)]
صرّح السهيلي في الروض ونقله عنه ابن باديس: أنه عليه السلام كان يكتب إلى أمرائه: إذا أبردتم إليّ بريدا فابردوه حسن الوجه حسن الإسم. وقال: ذكره البزار من رواية بريدة مرفوعا. وقد أورد الحديث المذكور في الجامع الصغير، وعزاه لمن ذكر قال المناوي في التيسير: وطرقه كلها ضعيفة كما قال الهيثمي، لكن له شواهد قوية، وقال العلقمي في الكوكب بجانبه علامة الحسن، وقال في الكبير: وصحح. ولعله عند الشيخ حسن. نقل التصحيح غيره هـ منه.
وقال المناوي في كبيره قوله: إذا أبردتم إلي بريدا أي أرسلتم إلي رسولا.
قال الزمخشري: البريد الرسول المستعجل، وفي محل آخر: فارسية، وهي في الأصل البغلة أصلها بريدة [دم] أي محذوفة الذنب لأن بغال البريد كانت كذلك، فعربت وخففت ثم سمي الرجل الرسول الذي يركبه بريدا.
[باب في اشتراطه عليه السلام مثل ذلك في عماله]
قال ابن باديس: وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به ويرى بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه. وإذا دخل قرية سأل عن اسمها، فإذا أعجبه فرح به، ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رئي كراهية ذلك في وجهه.
وفي طبقات ابن سعد: أنه عليه السلام كتب إلى الحارث ومسروح ونعيم بن عبد كلال من حمير، وبعث بالكتاب مع عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وقال: إذا جئت أرضهم فلا تدخل ليلا حتى تصبح، ثم تطهر فأحسن طهورك وصل ركعتين، وسل الله النجاح والقبول، واستعد لذلك، وخذ كتابي بيمينك، وادفعه بيمينك في أيمانهم فإنهم قابلون.
[باب في كيفية عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمرائه]
ترجم القلقشندي لأصل مشروعية عهود الخلفاء في ص ٣٩٨ من الجزء التاسع فقال:
الأصل فيها ما رواه ابن إسحاق وغيره، أنه لما رجع وفد بني الحارث بن كعب إلى قومهم باليمن، بعد وفودهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن ولّى عليهم عمرو بن حزم، يفقههم في الدين، ويعلمهم السنة ومعالم الإسلام، ويأخذ منهم صدقاتهم