[باب في الإمارة على الجهاد وفيه فصول فصل في مخرج النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وكم غزوة غزاها]
«قال في الإستيعاب: أكثر ما قيل في ذلك أن غزواته بنفسه كانت ستة وعشرين غزوة، وكانت أشرف غزواته وأعظمها حرمة عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين غزوة بدر الكبرى، حيث قتل صناديد قريش، وظهر دينه من يومئذ» .
قلت: هاهنا نكتة لطيفة: لشاعر مصر أحمد بك شوقي في سيرته:
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثت ... لقتل نفس ولا جاءت لسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسفة ... فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
لما أتى لك عفوا كل ذي حسب ... تكفل السيف بالجهال والعمم
والشر إن تلقه بالخير ضقت به ... والشران تلقه بالسيف ينحسم
علمتهم كل شيء يجهلون به ... حتى القتال وما فيه من الذمم
[فصل في بعثه صلى الله عليه وسلم عليه وسلم الأمراء للغزو وفيه عدد بعوثه صلى الله عليه وسلم وسراياه]
«قال أبو عمر بن عبد البر في الإستيعاب: كانت بعوثه صلى الله عليه وسلم وسراياه خمسا وثلاثين من بين بعث وسرية اهـ وقال غيره: بلغت ستا وخمسين كما ذكر الحافظ الدمياطي، وقيل ثمانية وأربعين، وقيل سبعا وأربعين. وقيل: ستا وثلاثين» .!
[باب في الرجل يستخلفه الإمام على حضرته إذا خرج عنها للغزو أو غيره]
«كان يستخلف المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل غزواته، وآخرها غزوة تبوك استخلف محمد بن مسلمة الأنصاري» .
وفي الإصابة نقلا عن ابن عبد البر، وجماعة من أهل العلم بالنسب والسير: أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة، حتى في تبوك وخروجه لحجة الوداع وفي خروجه إلى بدر، ثم استخلف أبا لبابة لما رده من الطريق اهـ وفيها أيضا في ترجمة جعال