الملك بن عمير قال: رأيت جرير بن عبد الله، وكأنّ وجهه شقة قمر، وممن كان يضرب به المثل في حسن الصورة دحية الكلبي، وكان جبريل ينزل على صورته.
وروى العجلي في التاريخ؛ عن عوانة بن الحكم، قال: أجمل الناس من كان جبريل ينزل على صورته، وقال ابن عباس: وكان دحية إذا قدم المدينة لم تبق مخدرة إلا خرجت تنظر إليه. ذكره ابن قتيبة في الغريب. وقد سبق عن الفتوحات المكية أنه بلغ من أثر جمال دحية في الخلق، أنه لما قدم المدينة واستقبله الناس، ما رأته امرأة حامل إلا ألقت ما في بطنها. وعن العمدة للعيني: أن دحية هذا كان يمشي متلثما خشية أن تفتتن به النساء، وأنظر أبواب الرسل من المجلد الأول.
[أخوة سبعة كلهم من الصحابة تباعدت قبورهم]
وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام
في در السحابة عن مسلم: ما رأيت مثل بني أم واحدة أشرافا، ولدوا في دار واحدة أبعد قبورا من بني العباس: عبد الله بالطائف وعبيد الله بالمدينة، والفضل بالشام، ومعبد وعبد الرحمن بافريقية؛ وقثم بسمرقند، وكثير بالينبع. وقيل: إن الفضل بأجنادين وعبيد الله بأفريقية اهـ.
قلت: قبر الفضل معروف الآن برملة فلسطين، زرته وروبت فيه. وحدثت حين مروري على الرملة لزيارة بيت المقدس، عام ١٣٢٤، [١٩٠٦] وأم أولاد العباس الستة وهم: الفضل وعبد لله، وعبيد الله، ومعبد، وقثم، وعبد الرحمن، وأم حبيب، أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث، وفيها عبد الله بن يزيد الهلالي:
ما ولدت نجيبة من فحل ... كستة من بطن أم الفضل
أكرم بهم من كهلة وكهل
أنظر طبقات ابن سعد. وهنا يحق أن نتمثل بقول الشاعر:
وإن لنا قبرين قبر بلنجر ... وقبر بصين يا لك من قبر
فذاك الذي بالصين عمّت فتوحه ... وهذا الذي يسقي به وابل القطر
[باب في صحابي أصغر من أبيه بإحدى عشرة سنة]
في در السحابة لما ترجم لعبد الله بن عمرو بن العاص فقال عنه: أسلم قبل أبيه وكان أصغر منه بإحدى عشرة سنة، وفي كتاب الشهادات من ابن غازي على الصحيح، على قول فقرة: أسلمت وأنا ابن اثنتي عشرة سنة، نقلا عن ابن حجر. هذا فقرة الكوفي، ومثله عن عمرو بن العاص، وذكروا أنه ما كان بينه وبين ابنه عبد الله إلا اثنتا عشرة سنة.