لخير الورى خمس من الغر أذّنوا ... بلال ندي الصوت بدا يعين
وعمرو الذي أم لمكتوم أمه ... وبالقرظ أذكر سعدهم إذ تبين
وأوس أبو محذورة وبمكة ... زياد الصداء نجل حارث يعلن
ونظمهم الشيخ التاودي ابن سودة أيضا فقال:
عمرو بلال وأبو محذورة ... سعد زياد خمسة مذكورة
قد أذنو جميعهم للمصطفى ... نالوا بذاك رتبة وشرفا
تنبيه: أبو محذورة المؤذّن، أمره المصطفى عليه السلام بالآذان بمكة، عند منصرفه من حنين، فلم يزل يؤذّن فيها. وبقي الآذان بمكة في نسل أبي محذورة وأولاده قرنا بعد قرن إلى زمن الشافعي- انظر ترجمته من تهذيب النووي.
[ذكر الموقت]
«في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا بحفظ الوقت في الموطأ عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من خيبر أسرى، حتى إذا كان من آخر الليل عرّس. وقال لبلال: إكلأ لنا الصبح. ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلأ بلال ما قدر له. الحديث في قصة نوم الوادي» .
ولأبي داود والطبراني من حديث عمرو بن أمية قصة أخرى. وفيها: أن الذي كلأ «١» لهم الفجر ذو مخبر. ولإبن حبّان عن ابن مسعود أنه كلأ لهم الفجر. وهذا يدل على تعدّد القصة.
فصل في اقتداء المساجد في صلاتهم بمؤذّن المسجد الجامع
«في الروض الأنف: كانت مساجد المدينة تسعة سوى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يصلون بأذان بلال كذلك قال: بكير بن عبد الله بن الأشحم فيما روي عنه أبو داود في مراسله، والدارقطني في سننه» .
قال في نور النبراس عقبه: وقد رأيت المزّي في أطرافه عزاه إلى المراسيل أخرج فيها عن محمد بن سلمة المرادي، عن ابن وهب عن ابن لهيعة، أن بكير بن الأشحم حدثه بهذا اهـ وأقربها مسجد بني عمرو بن النجار ومسجد بني ساعدة، ومسجد بني سلمة، ومسجد بني رابح من بني عبد الأشهل، ومسجد بني زريق، ومسجد غفار، ومسجد أسلم، ومسجد جهينة. وشك في التاسع كذا قال والمشكوك فيه إذا عاشر انظر النور ولا بد.
فائدة: قال الحافظ السيوطي في التوشيح، في تاريخ ابن عساكر بسند ضعيف: إن أول من قدّر الليل والنهار إثنى عشر ساعة نوح عليه السلام، حين كان بالسفينة، وفي الإكليل له
(١) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ج ١/ ٣٠٩ ورقمه: ٤٤٥. وذو مخبر الحبشي أحد خدام النبي صلى الله عليه وسلم.