في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عربي وعجمي» وجعله على قسمين الأول في كتابه عليه السلام، الثاني: في رسله ومكاتباته إلى الملوك فرغ من تأليفه سنة ٦٧٩ بمصر بالخانقاه الصالحة «١» . وممن ألف فيهم أيضا الجمال الأنصاري، ذكر ذلك تلميذه البرهان الحلبي في حواشيه على الشفا، ولعله المذكور قبله ويحتمل أنه غيره. وممن ألف فيهم أيضا ابن أبي الجعد، وقف عليه الشهاب الخفاجي كما في شرحه على الشفا وقال: كأنه لم يقف عليه البرهان الحلبي.
فائدة: وبعد أن تكلم في نور النبراس على كتّابه عليه السلام قال: المداوم على الكتابة معاوية وزيد بن ثابت، قال غير واحد من الحفاظ: كذا قالوا. وينبغي أن يقيد: بما بعد الفتح لأن معاوية من مسلمة الفتح، وأما زيد فقبل الفتح وبعده اهـ وفي المواهب:
وممن كتب في الجملة أكثر من غيره الخلفاء الأربعة وأبان وخالد ابنا سعيد بن العاصي بن أمية اهـ.
باب في تعليم المصطفى لكتّابه أدب وضع القلم ومحل وضعه ورسم الحروف وتقويمها نحو ذلك
خرّج الحافظ السيوطي في آخر طبقات اللغويين والنحاة حديثا مسلسلا بالكتّاب، فساقه من طريق عبد الحميد الكاتب قال: حدثني سالم بن هشام الكاتب، حدثنا عبد الملك بن مروان الكاتب، حدثنا زيد بن ثابت كاتب الوحي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كتبتم بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه، قال السيوطي إثره: هذا حديث مسلسل بالكتاب في أكثره اهـ.
وفي صبح الأعشى نقلا عن محمد بن علي المدائني: يستحب للكاتب في كتابته؛ إذا فكر في حاجته أن يضع القلم على أذنه، وساق بسنده إلى أنس بن مالك، أن معاوية بن أبي سفيان كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا رأى من النبي صلى الله عليه وسلم إعراضا وضع القلم في فيه. فنظر إليه صلى الله عليه وسلم وقال: يا معاوية إذا كنت كاتبا فضع القلم على أذنك، فإنه أذكر لك وللمملي.
وساق بسنده أيضا إلى زيد بن ثابت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إليه وهو يكتب في حوائجه فقال له: ضع القلم على أذنك فإنه أذكر لك.
وأخرج أيضا من رواية أنس بن مالك أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكاتبه: ضع القلم على أذنك يكن أذكر لك. وفي رواية عن أنس: كان معاوية كاتبا للنبي صلى الله عليه وسلم، فرآه يوما قد وضع القلم على الأرض، فقال: يا معاوية إذا كنت كاتبا فضع القلم على أذنك اهـ.
قلت: ساق في الجامع الصغير حديث: ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمملي،