للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أم أيمن وغيرها أنه شفاء، ولم تقصد بشربه إلا ذلك، فاندفع جميع ما ذكره، ويمكن أن يقال: لا حجة فيه لا لما ذكره هذا القائل، بل لكونه صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك إلّا تحقيقا لما قصدته من شرب البول، فإنها إنما شربته للتداوي وطلب الشفاء، فقال لها صلى الله عليه وسلم: صحة تحقيقا لقصدها، وإجابة لما مر لها، وإخبارا بأن ما قصدته من الصحة قد حصل وتحقق، وهذا معنى ظاهر إرادته من اللفظ، وعند ذلك لا يبقى في الخبر دلالة ظاهرة على أن فيه دليلا لندب ذلك عند شرب الماء، نعم فيه دلالة ظاهرة لندبه عند شرب الدواء لأنه على طبق النص فلا فارق بينهما اهـ منها ص ١١٧ من الجزء الثالث.

[الامارة على الحج]

«قال عياض في الإكمال: أول من أقام للمسلمين الحج عتاب بن أسيد سنة ثمان، ثم أبو بكر سنة تسع، وحج صلى الله عليه وسلم سنة عشر، وقال ابن جماعة في مختصر السير: إنه صلى الله عليه وسلم حج سنة عشر، معه مائة ألف وعشرون ألفا» .

وانظر ما سبق عن نور النبراس، وفي حواشي الشبراملسي على المواهب بعد أن ضبط لفظ عتّاب بتشديد المثناة وفتح العين المهملة وأسيد بوزن أمير قال ما نصه: وكان عتاب أميرا على مكة، ومعه معاذ بن جبل يعلمهم الفقه والسنن، وكان عمر عتّاب إذ ذاك قريبا من عشرين سنة اهـ.

وفي الاصابة أسلم يوم الفتح، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة، لما سار إلى حنين واستمر. وقيل: إنما استعمله بعد أن رجع من الطائف وحج بالناس سنة الفتح، وأقره أبو بكر على مكة إلى أن مات عتاب يوم مات أبو بكر. ذكر جميع ذلك الواقدي وغيره. وكان عمره حين استعمله نيفا وعشرين اهـ.

وفي أسد الغابة: أقام للناس الحج سنة ثمان وحج المشركون على ما كانوا، وحج أبو بكر سنة تسع، فقيل: كان أبو بكر أولّ أمير في الإسلام، وقيل: كان عتاب اهـ.

[صاحب البدن]

«في الموطأ «١» عن هشام بن عروة عن أبيه أن صاحب هدي النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله كيف أصنع بما عطب من البدن؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كل بدنة عطبت من الهدي فانحرها، ثم ألق قلائدها «٢» في دمها، ثم خلّ بينها وبين الناس يأكلونها. وفي النسائي عن ناجية الخزاعي قال: قلت: يا رسول الله كيف أصنع بما عطب من الهدي؟ فقال: انحرها.

الحديث» .


(١) انظر الموطأ كتاب الحج باب ٤٧ ص ٣٨٠ رقم الحديث ١٤٨.
(٢) في الأصل: قلائدها، وفي الموطأ: قلادتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>