جماعة المسلمين، فإن لم تكن جماعة فعلى أهل الحسبة، لأن تعليم الصبيان فرض كفاية يحمله من قام به اهـ.
وانظر ما سبق في ترجمة [هل كان للقضاة والولاة راتب في زمنه عليه السلام] . وقال الحافظ السخاوي: من السلف الصالح من كان يتجر يقصد القيام بمؤونة من قصر نفسه على بث العلم والحديث، ولم يتفرغ من أجل ذلك للتكسب لعياله؛ فعن ابن المبارك أنه كان يقول للفضيل بن عياض: لولا أنت وأصحابك وعنى بهم السفيانين وابن علية وابن السماك ما اتجرت اهـ.
[باب في العامل على الزكاة]
«ذكر ابن إسحاق في السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان بعث عماله وامراءه على الصدقات، إلى كل ما وطىء الإسلام من البلدان، وعدّ منهم جملة، وذكر الكلاعي في السيرة أنه عليه السلام لما صدر من الحج سنة عشر، وقدم المدينة حتى رأى هلال المحرم سنة ١١ بعث المصدقين في العرب، وذكر منهم جماعة من أشهرهم عمر بن الخطاب، وخالد بن سعيد بن العاصي، ومعاذ بن جبل، وعدي بن حاتم الطائي، والزبرقان بن بدر التميمي وغيرهم» .
وترجم في الإصابة للأرقم بن أبي الأرقم الزهري، فذكر أن الطبراني خرّج أنه عليه السلام إستعمله على السعاية. وترجم فيها أيضا كافية بن سبع الأسدي فنقل عن الواقدي؛ أن المصطفى عليه السلام استعمله على صدقات قومه. وترجم أيضا لحذيفة بن اليمان الأزدي فنقل عن ابن سعد أنه عليه السلام بعثه مصدقا على الأزد (مصدقا بتشديد الدال وكسرها أي عاملا يستوفي الزكاة من أربابها) وفي معالم السنن للخطابي، أن المصدق بتخفيف الصاد: العامل. قاله ابن الأثير مطولا. وفي المطالع: والمصدق بتخفيف الصاد آخذ الصدقة.
قال ثابت ويقال أيضا للذي يعطيها من ماله، فإذا شددت الصاد فهو المتصدق لا غير اهـ من نور النبراس.
وترجم في الإصابة أيضا لكهل بن مالك الهذلي فذكر أن المصطفى عليه السلام استعمله على صدقات هذيل، وترجم فيها أيضا لخالد بن البرصاء فذكر أن أبا داود والنسائي خرجا من طريق معمر عن الزهري عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقا الحديث.
وترجم لخالد بن سعيد بن العاص الأموي، فذكر أن المصطفى عليه السلام استعمله على صدقات مذجح. وترجم أيضا لخزيمة بن عاصم العكلي، فذكر أن ابن قانع روى من طريق سيف بن عمر عن المستنير بن عبد الله بن عدس، أن عدسا وخزيمة وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فولّى خزيمة على الأحلاف: وكتب له بسم الله الرحمن الرحيم: