صلى الله عليه وسلم: من يحرسنا الليلة؟ فقال ابن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله وفي آخر الحديث فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نزلت الليلة؟ فقال: لا إلا مصليا أو قاضي حاجة فقال: قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها. إسناده على شرط الصحيح. قاله الحافظ في الإصابة في ترجمة أنس المذكور.
وحرسه صلى الله عليه وسلم جماعة سماهم الشامي في سيرته. وقال البرهان الحلبي: إن الباب قابل للزيادة فاكشف عنه اهـ.
وفي سيرة ابن إسحاق في قصة قدوم ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع: فلما دنوا من المدينة، ألفوا المغيرة بن شعبة يحرس في نوبته ركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت رعيتها نوبا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآهم ترك الركاب عند الثقفيين، وذهب يشتد ليبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم عليه. (والركاب دواب السفر التي تحمل الأثقال عليها من الإبل وغيرها) .
تنبيه: كان الصحابة يحرسونه عليه السلام في أسفاره قبل أن ينزل عليه: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة: ٦٧] فلما نزلت منعهم من الحراسة، والآية لا تنافي ما أصابه عليه السلام في غزوة أحد، لأن الآية نزلت بعدها أو المراد حفظه من القتل، كما فصله القطب الخيضري في خصائصه، وانظر نسيم الرياض.
[الرجل يلازم المصطفى من خلفه]
ترجم في الإصابة لجبلة بن عامر البلوي، فذكر أن الرشاطي نقل عن ابن الكلبي: أنه كان صاحب خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم أنظر ص ٢٣٦.
[الرجل يتقدم أمام المصطفى صلى الله عليه وسلم ينشد شعرا]
ترجم النسائي «١» في السنن إنشاد الشعر في الحرم، والمشي بين يدي الإمام، ثم خرّج أنه عليه السلام دخل مكة يوم الفتح، وعبد الله بن رواحة بين يديه ينشده:
خلّوا بني الكفار عن سبيله
وهو في الترمذي أيضا وذكر فيه دخل في عمرة القضاء قال الترمذي: وروي في غير هذا الحديث وكعب بن مالك بين يديه، وهذا أصح لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤته، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك اهـ قال في نور النبراس: وهذا الذي قاله الترمذي فيه نظر، لأن عمرة القضاء كانت في السنة السابعة من ذي القعدة، ومؤته في جمادي الأول سنة ثمان اهـ.