للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراضيهم وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالاسواق» . [مسلم ج ٢ ص ١٩٤٠ من كتاب فضائل الصحابة رقم الحديث: ١٦٠] .

قلت: وذكر السيد السمهودي في جواهر العقدين عازيا للدار قطني قال: من طريق ابن أبي عمر؛ سمعت عبد الرحمن ابن أبي إسحاق المديني يحدث أن عمر بن الخطاب فقد عليا فقال: أين أبو الحسن؟ فقيل ذهب إلى أرض له فقال: إذهبوا بنا إليه فوجدوه يعمل فعملوا ساعة معه، ثم جلسوا يتحدثون فقال علي لعمر: يا أمير المؤمنين؛ أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل وقال لك أحدهم: أنا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أكانت له أثرة عندك؟ قال. نعم قال: فأنا أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه. قال: فنزع عمر رداء فبسطه فقال: لا والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نفترق، فلم يزل جالسا عليه حتى تفرقوا. قال السيد السمهودي: إنما أراد علي بذلك الإعلام بما فعله عمر من التفقد له، ومجيئه إليه وعمله معه في أرضه، وهو أمير المؤمنين لقرابته من نبينا صلى الله عليه وسلم، وإن الواحد من بني عم الأنبياء الماضي وإن بعد يستحق الأثرة على غيره، فكيف بمن كان له هذا القرب من نبينا صلى الله عليه وسلم؟ اهـ.

وفي إرشاد الساري عن محيي السنة: أن رجلا مر بأبي الدرداء وهو يغرس جوزة فقال: أتغرس هذه وأنت شيخ كبير، وهي لا تطعم إلا في كذا كذا عاما؟ فقال: ما علي أن يكون لي أجرها، ويأكل منها غيري؟

[من كان من الصحابة يعطي أرضه بالربع والثلث]

ترجم في الإصابة لجبر بن عتيك الأنصاري، فذكر أن ابن منده روى في ترجمته؛ من طريق حجاج ابن أرطأة عن إبراهيم بن مهاجر عن موسى بن طلحة قال: رأيت جبرا وسعدا وابن مسعود يعطون أرضهم بالربع والثلث.

[المستدل على محل الماء من تحت الأرض وإستخراجه]

ترجم في الإصابة لعبد الله بن عامر بن كريز القرشي، فذكر أنه أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يتفل عليه ويعوده فجعل يتبلع ريق النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: إنه لمسقي وكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء، حكاه ابن عبد البر. وذكر الحافظ أنه: أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها الماء.

قلت: يسمى هذا العلم علم الريافة، وعلم إنباط المياه وبالأخير عنون عنه ابن الأكفاني في إرشاد القاصد قال: هو علم يتعرف منه كيفية استخراج المياه الكامنة في الأرض وإظهارها، ومنفعة إحياء الأرض الميتة وفلاحتها. وللكرخي فيه كتاب مختصر، وفي خلال كتابه الفلاحة النبطيه مهمات هذا العلم اهـ.

وقال من سماه علم الريافة: هو معرفة استنباط الماء من الأرض، بواسطة بعض الإمارات الدالة على وجوده فيعرف بعده وقربه بشم التراب، أو برائحة بعض النباتات فيه، أو بحركة حيوان مخصوص وهو من فروع الفراسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>