للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالمعجزة له، ولا ينافي هذا كونه أميا لا يحسن الكتابة، لأنه ما حرّك يده تحريك من يحسن الكتابة، إنما حركها فجاء المكتوب صوابا. اهـ.

قال ابن باديس إثره في الفرائد: هذا تأويل منه حسن يجمع بين المذهبين من غير تناقض في الخبر اهـ.

وقال ابن التلمساني في شرح الشفا بعد ذكر مذهب الباجي: وصوّب أهل الحق مقالته، أنه لا يقدح في المعجزة كونه كتب مرة، وفي البخاري في باب عمرة القضاء:

فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب فكتب، قال القرطبي في مختصره: قوله فأخذ الكتاب فكتب، ظاهر قوي في أنه عليه السلام كتب بيده. وقد أنكر قوم تمسكا بقوله تعالى: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ [العنكبوت: ٤٨] قال: ولا نكرة فيه فإن الخط المنفي الخط المكتسب عن التعليم، وهذا خط خارق للعادة، أجراه الله على أنامل النبي صلى الله عليه وسلم مع بقائه لا يحسن الكتابة المكتسبة وهذا زيادة في صحة نبوته. قلت: احسن منه ما سبق عن الذهبي في ترجمة ابن منده فاعتبره «١» .

(فائدة) في الخطط للمقريزي أن آل بلال بن الحارث جاؤا لعمر بن عبد العزيز بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم بإقطاع في جريدة فقبلها عمر وفتح ومسح بها عينيه انظر ص ١٥٥ من الجزء الأول طبع مصر.

[فصل في ذكر صاحب الخاتم ومن أي شيء كان وما كان نقشه]

«أخرج البخاري «٢» عن أنس قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى الروم فقيل له إنهم لن يقرؤوا كتابك إذا لم يكن مختوما فاتخذ خاتما من فضة ونقشه (محمد رسول الله) فكأنما أنظر إلى بياضه في يده صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي في الشمائل:

بل هو في الصحيح أيضا، فكان الأولى أن ينسب إليه عن أنس كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم:

محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، قال المهلب: كان عليه السلام لا يستغنى عن الختم به في الكتب إلى البلدان وأجوبة العمال وقواد السرايا» .

وفي أوائل السيوطي: أول من ختم الكتاب من قريش وأهل الحجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أراد مكاتبه الملوك فقيل له: إنهم لا يقرؤون كتابا إلا مختوما اهـ «٣» .

[فصل فيمن كان صاحب خاتمه صلى الله عليه وسلم]

قال الشبراملسي في حواشي المواهب: قوله: وخاتمه أي من كان يتولاها إذا قلعها


(١) وهنا تكرار لا طائل منه حوالي صفحة حذفته تخفيفا عن القارىء.
(٢) في آخر كتاب الجهاد والسير باب ١٠١ ج ٣ ص ٢٣٥.
(٣) وهنا بضعة أسطر مكررة محذوفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>