صاحب النعلين ما نصه: والمراد بصاحب النعلين وما ذكر معهما عبد الله بن مسعود، لأنه كان يتولى خدمة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. فصاحب النعلين في الحقيقة هو النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل لإبن مسعود: صاحب النعلين مجازا لكونه كان يحملهما اهـ.
وقال البيضاوي كما في قوت المغتذي على جامع الترمذي: أي كان يخدم المصطفى ويلازمه في حالاته كلها، فيحمل مطهرته في قيامه لوضوئه، ويأخذ نعليه فيضعهما صونا لوقت اللبس اهـ.
وفي كون ابن مسعود كان صاحب النعال [أنشدني] بوصيري العصر أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل النبهاني البيروتي لنفسه ببيروت سنة ١٣٢٤:
إني خدمت مثال نعل المصطفى ... لأعيش في الدارين تحت ظلالها
سعد بن مسعود بخدمة نعله ... وأنا السعيد لخدمتي لمثالها
وفي المقالة الحادية والعشرين من المقالات السنية في مدح خير البرية ناظما لمحصل ما نقلنا عن المقري:
يقوم ينزع نعلي ذي الوسيلة من ... رجليه يدخلهما الهمام ذو النعم
أي في ذراعيه حتى قام ألبسه ... إياهما ثم يمشي ثابت القدم
أمام أحمد بالعصا فيدخله ... للحجرة إحدى الهدى المخصوص بالخدم
تنبيه: في ابن غازي على الصحيح أن العرب في الجاهلية كانوا يلبسون النعال غير مدبوغة، إلا أهل السعة منهم اهـ ولذا إستغرب من رأى ابن عمر يلبس النعال السبتية، وهي التي ليس فيها شعر. فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها اهـ وقد أفرد ما يتعلق بالنعال النبوية بالتأليف جماعة من الأعلام؛ كأبي اليمن بن عساكر، والسراج البلقيني، والبستي والشمس محمد بن عيسى المقري صاحب كتاب قرة العينين في تحقيق أمر النعلين وغيرهم، وأشهرهم الإمام أبو العباس المقري التلمساني دفين مصر له النفحات العنبرية في وصف نعلي خير البرية «١» . كما أن تأليفه في العمامة النبوية ألفه عند رأسه عليه السلام بالمسجد النبوي.
قلت: في السيرة الشامية (سيرته صلى الله عليه وسلم في غمز الظهر من السقطة والقدمين) .
روى أبو نعيم في الطب عن عمر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وحبشي يغمز ظهره.
قلت: ما هذا يا رسول الله. قال: إن الناقة تقحمت بي البارحة، وفي لفظ يغمز ظهره فسأل عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الناقة أتعبتني.
الحديث المذكور خرّجه الطبراني في المعجم الصغير، فيمن إسمه إبراهيم. وكذا في الأوسط. قال القاري في شرح عين العلم: إسناده ضعيف اهـ.
(١) ذكر المؤلف رحمه الله هنا اسم كتاب آخر في الموضوع نفسه رأيت حذفه تجنبا للتكرار من جهة وكراهية للجناس والسجع بين اسم من أسماء الله الحسنى وبين ما يلبس في الرجل. مصححه.