ويجوز أن يكون الذي زاد الواو في البرقع جاء بها ضرورةً لإقامة الوزن, ولو لم يجئ بالواو لكان في البيت زحاف. وهذا الضرب من الزحاف يتساوى في حذف حرفٍ ساكنٍ, ويكون في بعض الأبيات أحسن منه في غيره, ويجب أن يكون ذلك لأجل حروف الكلمة, وإذا حذفت الواو من برقوعٍ في البيت المتقدم ذكره نفر منه الطبع أكثر من نفاره من قول امرئ القيس:[الطويل]
إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
وكلا الزحافين فيما سقط واحد. والجلال ما جلل به الهودج وغيره, وهو هاهنا اسم واحد يجري مجرى الغطاء والوقاء, وهو في غير هذا الموضع: جمع جل يراد به جل الدابة, وهذا البيت يروى لطليحة بن خويلد الأسدي:[الطويل]
فيومًا تراها في الجلال مصونةً ... ويومًا تراها غير ذات جلال
وقوله:
وضفرن الغدائر لا لحسنٍ ... ولكن خفن في الشعر الضلالا
وصفهن بكثرة الشعر وأنهن ضفرن الغدائر لا ليتحسن بذلك, ولكن خفن أن يضللن في الشعر, أي يغبن, من قوله تعالى:{أئذا ضللنا في الأرض} , أي غبنا, وهذه مبالغة في الصفة إذا صحت للمرأة كانت عيبًا مكروهًا, وقد وصفت الشعراء الشعر بالكثرة؛ ولكنها لم تفرط في ذلك مثل هذا الإفراط, وهذا البيت يروى لابن المعتز:[المنسرح]