العرواء: الرعدة, ويجوز أن يكون المعنى: أن الأسد تفر منه لأن العرواء تأخذها من خوفه, ويحتمل أن يكون المراد أنه إذا غضب أخذته العرواء, وهي في الأصل رعدة تأخذ المحموم, والناس يقولون إن الأسد أبدًا محمومة, وقد زعم قوم أن الأسد ربما فرس غيره من الأسد, قال الشاعر:[الوافر]
كذاك الأسد تفرسها الأسود
وقوله:
يطأ البرا مترفقًا من تيهه ... فكأنه آسٍ يجس عليلا
البرا: التراب. يقول: هذا الأسد كأن به تيهًا؛ فهو يطأ الأرض وطئًا مترفقًا؛ فكأنه طبيب يأخذ مجسه عليلٍ.
وقوله:
ويرد غفرته إلى يافوخه ... حتى تصير لرأسه إكليلا
الغفرة: ما على عنقه وقذاله من الشعر؛ وإنما قيل لها: غفرة لأنها تغطي ما تحتها, واليافوح: وسط الرأس وأصله الهمز, يقال: أفخه إذا ضرب يافوخه, وجمع اليافوخ: يآفيخ, قال الراجز:[الرجز]
ضربًا إذا وافى اليآفيخ احتفر
وقوله:
وتظنه مما يزمجر نفسه ... عنها بشدة غيظه مشغولا
الزمجرة: صوت يسمع في الجوف, وكذلك: زمجر السحاب. والأجود أن ترفع نفسه لأنها فاعلة تظن؛ أي الأسد تظنه نفسه مشغولًا عنها باتصال الزمجرة. وهذا أوجه من نصب النفس لأن الزمجرة لم تجر عادتها أن تتعدى إلى مفعول.