للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

تغير منه على الغارات هيبته ... وماله في أقاصي البر أهمال

الأهمال: جمع هملٍ, وهو المال الذي لا راعي له. وقوله: تغير منه على الغارات هيبته يحتمل وجهين: أحدهما أن هيبته تغير على غارات عدوه على ماله فتمنعهم من أن يغيروا فماله همل, والآخر أن يريد أن هيبته تغير على غاراته, فهو لا يحتاج إلى أن يغير.

وقوله:

له من الوحش ما اختارت أسنته ... عير وهيق وخنساء وذيال

العير هاهنا: العير الوحشي, وقد ذكر في الأمثال كقولهم: «لا تكن أدنى العيرين إلى السهم» , و «العير أوقى لدمه» , و «الجحش إذا فاتك الأعيار»؛ فهذه الأمثال لعير الوحش. فأما قولهم: «إن هلك عير فعير في الرباط» , فالمراد به عير الأهل؛ أي إن هلك عير لك فعندك عير يقوم مقامه. وقالوا: «كالعير عاره وتده»؛ يعنون الحمار الأهلي؛ والمعنى يراد به أن بعض أصحاب الرجل جنى عليه, فأما قول اليشكري: [الخفيف]

زعموةا أن كل من ضرب العيـ ... ـر موالٍ لنا وأنى الولاء

فقد اختلفت فيه؛ فقيل معناه: كل من ساق حمارًا, وقيل: إنما عنى إيادًا لأنهم كانوا أصحاب حمير. وقيل: العير اسم جبلٍ, وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم «حرم من عير إلى ثور» , ولا يحتمل أن يكون الشاعر أراده لأن هذه لا تدل عليه وهو في الحديث نكرة, وفي البيت بالألف واللام.

<<  <   >  >>