وقيل: أراد بالعير عير الوتد وهو ما نتأ في وسطه, ويجوز أن يحمل هذا القول على أنه أراد الوتد فكنى عنه بالعير لما لم يستقم له الشعر. وقيل: أراد بالعير عير الكتف وهو الناتئ في وسطها؛ أي كل من حمل على كتفه شيئًا أو ضرب كتف غيره في الهزيمة. وقيل: أراد بالعير السيد لأن السادة طال ما أصيبوا بالقتل. وقيل: أراد بالعير كليب وائلٍ لأنه كان سيدًا؛ وإنما حمله على هذا القول أنهم سمعوا هذا البيت:[الوافر]
كليت العير كان أقل ذنبًا ... غداة يسومنا بالفتكرين
الفتكرين: الداهية. وقيل: أراد بالعير الناتئ من عين الإنسان؛ أي كل من مسح عينه وأمسكها بيده. وقولهم: فعله قبل عيرٍ وما جرى, يجوز أن يعني حمار الوحش, وجريه عدوه. ويحتمل أن يعني عير العين ويكون جريه سيلانه بالدمع, وقد مضى القول في قول امرئ القيس:
وواد كجوف العير
أنه أراد رجلًا يقال له: حمار فلم يستقم له الشعر فعدل إلى العير.
والهيق: ذكر النعام والأنثى هيقة. والخنساء: بقرة الوحش؛ سميت بذلك لصغر أنفها وخنوسه في وجهها. وصرفها في هذا الموضع, وصرف فعلاء قليل جدًا, ولو لم يصرف لدخل البيت زحاف قبيح في الغريزة. وذيال: ثور وحشي سمي ذيالًا لطول ذنبه.
وقوله:
تمسي الضيوف مشهاةً بعقوته ... كأن أوقاتها في الطيب آصال
مشهاةً أي يقال لهم: ما تشتهون؟ وعقوة الدار: فناؤها. وآصال: جمع أصيل مثل قولهم: يتيم وأيتام. والأصيل: آخر النهار وإنما يستطاب في شدة الحر؛ لأن الهواء يصلح في آخر النهار, وهذا نحو من قول الطائي:[الكامل]
أيامنا مصقولة أطرافها ... بك والليالي كلها أسحار
وقوله:
لو اشتهت لحم قاريها لبادرها ... خراذل منه في الشيزي وأوصال