سكن الضاد في فلات وتحريكها أجود, وتلك ضرورة. وادعى أن الأرض العطشى يرويها من فضلات ضيوفه محض اللقاح أي لبنها الخالص. واللقاح: جمع لقوح, ويجوز أن يكون جمع لقحةٍ وهي التي تنتج فهي لقوح شهرين أو ثلاثة, ثم هي بعد ذلك لبون.
وصافي اللون سلسال أي: خمر, ويروي فعل محض اللقاح.
وقوله:
تقري صوارمه الساعات عبط دم ... كأنما الساع نزال وقفال
يقول: كلما أتته ساعة عبط فيها دمًا في حرب أو قرى ضيف. ويقال: عبط الدم إذا نحر أو ذبح من غير علة, ومات الشاب عبطةً أي لم يئن له أن يموت, قال قطري بن الفجاءة: [الوافر]
ومن لا يعتبط يهرم ويسأم ... وتفض به المنون إلى انقطاع
والساع: جمع ساعة, كما قالوا: نخلة ونخل, وتمرة وتمر, قال القطامي: [الوافر]
وكنا كالحريق أصاب غابًا ... فيخبو ساعةً ويهب ساعا
وقوله:
تجري النفوس حواليه مخلطةً ... منها عداة وأغنام وأبآل
يقول: الدماء حوالي هذا الرجل؛ لأنه يقتل الأعداء, والإبل تنحر لضيوفه, والغنم تذبح فيختلط دم بدمٍ.
وقوله:
أمضى الفريقين في أقرانه ظبةً ... والبيض هادية والسمر ضلال
ظبة السيف: حده. والبيض هادية؛ أي يهتدى بها في ظلمة النقع لأن النهار قد استتر بالغبار, وهذا نحو من قول البحتري: [الخفيف]
مد ليلًا على الكماة فما يمـ ... ـشون فيه إلا بضوء السيوف