واستعار الضلال للرماح, وهو يحتمل أنها قد تغيبت في النقع؛ فهي كالضالة فيه من قوله تعالى:{أئذا ضللنا في الأرض} , ويمكن أن يعني بقوله: ضلال أي إنها لا يطعن بها؛ أي إن القوم قد دنا بعضهم من بعضٍ فهم يتضاربون بالسيوف فكأن الرماح ضالة طريقها.
وقوله:
يريك مخبره أضعاف منظره ... بين الرجال وفيها الماء والآل
يقول: هذا الرجل إذا نظرت إليه هالك منظره, فإذا خبرته علمت أن مخبره أضعاف لمنظره, والرجال غيره فيها الماء اولآل؛ أي فيهم من له نفع وفيهم من لا نفع له؛ فمنهم من يرى كالماء, فيكون فيه خير, ومنهم من يظن ماء فيكون آلًا أي سرابًا.
وقوله:
وقد يلقبه المجنون حاسده ... إذا اختلطن وبعض العقل عقال
اختلطن: يجوز أن يعني بها الخيل أو السيوف أو الرماح, والعقال: داء يصيب الخيل فلا تجري في أول الأمر ثم تجري بعد ذلك. يقول: بعض العقل عقال؛ أي يمنع صاحبه التهجم على الحرب.
وقوله:
إذا العدى نشبت فيهم مخالبه ... لم يجتمع لهم حلم وريبال
يقول: إذا نشبت مخالبه [في] العدى لم يجتمع لهم حلم وريبال. وقد مضى القول في الريبال وأنه الأسد؛ أي إنه لا يحلم عنهم في ذلك الوقت لأن الأسد لا يحلم عن الفريسة.
وقوله:
يروعهم منه دهر صرفه أبدًا ... مجاهر وصروف الدهر تغتال
جعل الممدوح دهرًا يغول الأعداء جهارًا. وصروف الدهر تغتال؛ أي تجيئهم وهم لا يعلمون بها وهذا يطرقهم وهم يعلمون.
وقوله:
أناله الشرف الأعلى تقدمه ... فما الذي بتوقي ما أتى نالوا