فألف العالم تأسيس. وقيل إن رؤبة كان يعيب هذا من كلام أبيه. وحكي عن يونس بن حبيبٍ أن لغة العجاج كانت أن يهمز ألف العالم, ورؤبة أعلم بكلام العجاج, وفتحة اللام في العالم تسهل السناد بعض التسهيل؛ لأن العادة فيما بعد ألف التأسيس أن يكون مكسورًا في أكثر القصائد, والناس يروون في هذه الأرجوزة:
مكرمٍ للأنبياء خاتم
فتح التاء في خاتم أقل عيبًا من كسرها, فهذا ضرب من ضروب السناد.
والضرب الثاني: سناد الردف؛ وهو أن يجيء بيت مردف وبيت غير مردفٍ كبيت أبي الطيب. فإن كان ما قبل الردف مفتوحًا فهو أحسن من الضم والكسر, ومثل بيت أبي الطيب قول الحطيئة:[الطويل]
إلى الروم والأحبوش حتى تناولا ... بأيديهما مال المرازبة الغلف
وبالطوف نالا خير ما ناله الفتى ... وما المرء إلا بالتقلب والطوف
ومثل ذلك شعر ينسب إلى الكسعي الذي يضرب به المثل في الندامة فيقال:«ندم ندامة الكسعي» وهو: [الوافر]