للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال: تزيا فلان بكذا, وهو مأخوذ من الزي وهو حسن اللباس. قال الراجز: [الرجز]

ما أنا في البصرة بالبصري ... ولا شبيه زيهم بزيي

وكان أبو الفتح بن جني رحمه الله يومئ إلى أن القياس يوجب: يتزوا لأنه يأخذ الزي من زويت الشيء إذا أملته إلى نفسك أو إلى غيرك. وزوى الرجل ما بين عينيه إذا أمال بعضه إلى بعض. والعرب إذا أظهرت التاء في كلمةٍ وأصلها من ذوات الواو, فربما جاؤوا بالياء لأنهم يستأنسون باللفظ المسموع كما قالو: تديرت المكان حملوه على لفظ الدار, وأصل الدار الواو لأنهم يقولون في جمع الدار: أدور. ولما قالوا: الزي فجاؤوا بياء مشددةٍ - وقالوا: زوى وجهه عني زيًا إذا قبضه آثروا - (١٨١/أ) أن يقولوا: تزيا بكذا. وأنشد ابن الأعرابي: [المتقارب]

أتيت خثيمًا ولم آته ... أريد نداه ولا طالبا

فلما رآني زوى وجهه ... ونكت عن حاجبٍ حاجبا

فلا برح الزي من وجهه ... ولا زال رائده جادبا

وقوله:

بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها ... وقوف شحيحٍ ضاع في الترب خاتمه

بليت معناه الدعاء, يقول: إن لم أقف بهذه الأطلال فبليت بلاءها. ووصف نفسه بطول الوقوف, وشبه وقوفها بوقوف شحيح ضاع خاتمه فهو يطلبه وينظر إلى الأرض لعله يظهر له, وقد جاء نحو من هذا في وصف الإبل. قال الراجز: [الرجز]

إذا قطعن علمًا بدا علم ... يبحثن بحثًا كمضلات الخدم

حتى توافين بنا إلى حكم

<<  <   >  >>