للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لتغرم اللحظة الأولى الذي لحظتك مهجتي؛ أي خالص نفسي؛ أي تغرمها بلحظةٍ ثانيةٍ, وذلك أنه أراد أن اللحظة الأولى أتلفت مهجته فوجب عليها الغرم, فإن لحظ ثانيةً - حيي من الحياة - فتكون اللحظة الأولى قد غرمت المهجة باللحظة الثانية, ثم ذكر الحجة الموجبةً له أن يطالب بالوقفة, فقال: والمتلف الشيء غارمه, وهي حكومة بحق.

وقوله:

سقاك وحيانا بك الله إنمنا ... على العيس نور والخدور كمائمه

دعا لها بالسقيا, ثم دعا لنفسه بأن تكون تحيةً له بعد سقياها, وجعل اللواتي في الخدور كالنور. والخدور مثل كمائم الزهر واحدتها كمامة, وهي التي تكون فيها لزهرة قبل أن تتفتح.

وقوله:

وما حاجة الأظعان حولك في الدجى ... إلى قمرٍ ما واجد لك عادمه

ما في أول البيت في معنى: أي شيء يحوج الأظعان اللواتي حولك إلى قمر ليس الذي يجدك بعادم له؛ أي إنك قد قمت مقامه في الضياء.

وقوله:

إذا ظفرت منك العيون بنظرةٍ ... أثاب بها معيي المطي ورازمه

الرازم من الإبل الذي إذا سقط إلى الأرض لم يقدر على القيام؛ فأما قول الراجز: [الرجز]

أيا بني عبد مناة الرزام ... أنتم حماة وأبوكم حام

لا تسلموني لا يحل إسلام

فرزام هاهنا: جمع رازم من قولهم: أسد رازم إذا جثم على الفريسة. وأثاب في معنى أعطى ثوابًا. يقول: إذا نظرت إليك الإبل المعيية جعلت ثواب ذلك أن تنهض وتسير. وقد

<<  <   >  >>