للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسر بعض الناس أثاب هاهنا بمعنى ثاب؛ أي رجعت إليه قوته؛ ولكن المعروف في هذا: ثاب بغير همزة لأنهم يقولون: ثاب الماء إلى البئر أي رجع, وثاب الرجل إلى قومه (١٨١/ب) إذا رجع إليهم, وقلما يقولون أثاب في هذا المعنى.

وقوله:

تحول رماح الخط دون سبائه ... وتسبى له من كل حي كرائمه

يقول: هذا الحبيب عزيز لا تصل رماح الخط إلى سبائه, وتسبى له الكرائم من الأحياء فتكون له خدمًا.

وقوله:

ويضحي غبار الخيل أدنى ستوره ... وآخرها نشر الكباء الملازمه

يقول: غبار الخيل أدنى ستوره إلينا لأن بيننا وبينه ستورًا كثيرة, أقربها إلينا الغبار, وآخرها - وهو أقربها إليه - نشر الكباء أي رائحته. والكباء: العود الذي يتبخر به. والملازمه: نعت لنشر.

وقوله:

وما استغربت عيني فراقًا رأيته ... ولا علمتني غير ما القلب عالمه

أراد أنه عالم بالأشياء مجرب فما يستغرب شيئًا يشاهده. وهذه دعوى غير صحيحة ولكنها تستحسن فيما عند الشعراء.

وقوله:

فلا يتهمني الكاشحون فإنني ... رعيت الردى حتى حلت لي علاقمه

يقول: لا يتهمني الأعداء فيما أقول, ويظنون أني أتزيد, فإن رعيت الردى؛ أي جعلته لي مرعى؛ حتى استحليت علقمه؛ أي ألفته فكأنه ليس بمر.

وقوله:

مشب الذي يبكي الشباب مشيبه ... فكيف توقيه وبانيه هادمه

يقول: الذي أشب من يبكي الشباب؛ أي الذي جعله شابًا؛ هو الذي يشيبه فكيف توقيه, والذي بناه هو الذي هدمه. والهاء في توقيه راجعة إلى الذي يبكي الشباب, والهاء في بانيه كذلك. ويجوز أن تكون راجعةً إلى الشباب نفسه, وحال الهاء في قوله: هادمه كحالها في بانيه.

<<  <   >  >>