سحاب من العقبان يزحف تحتها ... سحاب إذا استسقت سقتها صوارمه
شبه العقبان بسحابٍ يظل العسكر. ويزحف تحتها سحاب يعني سيف الدولة. إذا استسقت يعني العقبان؛ وإنما يعني استسقاء الدم. سقتها صوارمه؛ أي يقتل بها الأعداء فتشرب دماءها العقبان.
وقوله:
سلكت صروف الدهر حتى لقيته ... على ظهر عزمٍ مؤيداتٍ قوائمه
مؤيداتٍ في معنى مؤيداتٍ أي قويات. والأيد: القوة, وكأنهم قالوا: آد الرجل إذا قوي؛ فلما عدوه بالهمزة - كما قالوا: قام وأقمته - اجتمعت همزتان فرأوا تصحيح الياء أخف من الإتيان بالهمزتين, وقرأ بعضهم:{وأيدناه بروح القدس} ولذلك قالوا: فلان مؤيد؛ أي قوي. قال المثقب العبدي:[السريع]
ينبي تجاليدي وأقتادها ... ناوٍ كرأس الفدن المؤيد
وقوله:
مهالك لم تصحب بها الذئب نفسه ... ولا حملت فيها الغراب قوادمه
البيت يحتمل وجهين:
أحدهما: أن الذئب إذا سلك بها فارقته نفسه, وكذلك الغراب إذا طار فيها لم تحمله قوادمه فيهلك.
والآخر: أن يكون الذئب لا يقدر أن يصل إليها فهو لم يسلكها قط, وكذلك الغراب لم يطر في هذه الأرض فتخونه القوادم, وهذا كقول الأفوه:[السريع]
لا يذعر البهمة سرحانها ... ولا رواياها حياض الأنيس