للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فذهب قوم إلى أنه أراد جلهمة فرخم في غير النداء على مذهب من قال: يا حار. وقال قوم: جلهم اسم أمه, ولم يصرفها للتأنيث. والأشبه بمذهب العرب أن يكون الترخيم على قول من قال: يا حار جائزًا في غير النداء لاسيما مع هاء التأنيث لأنهم يستجيزون حذفها كثيرًا؛ فأما قول زهير: [الطويل]

خذوا حذركم يا آل عكرم واذكروا ... أواصرنا والرحم بالغيب تذكر

فلا شك أنه أراد عكرمة بن خصفة بن الياس بن مضر فحذف الهاء, ويجوز أن يكون جعله اسم قبيلة فلم يصرفه.

والأغتام: كلمة يوصف بها الأغبياء الجهال, وهو مأخوذ من قولهم: يوم غتمٍ إذا كان يوم حر شديد. قال الراجز: [الرجز]

حرقها الحمض بأرض فل ... وغتم نجمٍ غير مستقل

فما يكاد نيبه يولي

وقوله:

وذراع كل أبي فلانٍ كنيةً ... حالت فصاحبها أبو الأيتام

يقول: تركت في هذه الأرض ناسًا مقتلين كأنهم أحجار, وفيها نجوم بيضٍ في سماء قتامٍ. وذراع كل أبي فلان؛ أي قتل من كان يكنى فصارت كنيته أبا الأيتام. ونصب كنيةً على الحال, ويجوز أن تنصب بإضمار أعني.

وقوله:

وكساك ثوب مهابة من عنده ... وأراك وجه شقيقك القمقام

يقال لابن الرجل: شقيقه لأن نسبه شق من نسبه. والقمقام: أصله في البحر يراد به كثرة الماء, ثم قيل للرجل السخي العظيم الشأن: قمقام.

وقوله: (١٨٧/أ)

فلقد رمى بلد العدو بنفسه ... في روق أرعن كالغطم لهام

<<  <   >  >>