للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما ترى ظفرًا حلوًا سوى ظفرٍ ... تصافحت فيه بيض الهند واللمم

تصافحت: أي تلاقت بالصفاح. وصفحة الشيء: جانبه إذا عرض, يقال: صافح الرجل الآخر إذا وضع يده في يده, ومن ذلك قيل للحجارة العراض: صفاح. قال البرج بن مسهرٍ الطائي: [الوافر]

نطوف ما نطوف ثم نأوي ... ذوو الأموال منا والعديم

إلى حفرٍ أسافلهن جوف ... وأعلاهن صفاح مقيم

يقول: لا يستحلى الظفر إلا أن تضرب الرؤوس بالسيوف.

وقوله:

يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

زعم أنه أعدل الناس إلا في معاملته إياه. وهذه شكوي مفرطة لأنه قال في موضع آخر [الطويل]:

وما يوجع الحرمان من كف حارمٍ ... كما يوجع الحرمان من كف رازق

فإذا كان عادلًا في الناس كلهم إلا في معاملته فقد وصفه بأقبح الجور. ووصف الممدوح بثلاثة أوصافٍ مختلفةٍ, فقوله: فيك الخصام؛ أي أنت الشيء الذي يختصم فيه. وأنت الخصم, وهو غير مختصمٍ فيه. وأنت الحكم, وليس الحكم بأحد الخصمين ولا بالشيء الذي وقه فيه الخصام؛ يقال: رجل خصم فيستعمل للواحد (١٨٨/أ) والاثنين والجميع, وفي الكتاب العزيز: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} , فالخصم هاهنا جماعة. وقال زهير في جمع خصم على خصوم: [الوافر]

لعمر أبيك ما هرم بن سلمى ... بملحي إذا اللؤماء ليموا

ولا ساهي الفؤاد ولا عيي اللـ ... ـسان إذا تشاجرت الخصوم

<<  <   >  >>