أو حلفوا بالغموس واجتهدوا ... فقولهم: خاب سائلي, القسم
الغموس: اليمين التي من كذب فيها غمسته في الإثم. وهذه منة عظيمة لأنهم جعلوا أعظم الأيمان عندهم أن يقولوا: خاب سائلي إن كان كذا أو فعلنا كذا. ونقيض هذا المذهب ما كان يفعله بعض البخلاء إذا أتاه السائل, يقول: إني قد آليت على إبلي أن لا يخرج منها شيء؛ وذلك عني زهير بقوله:[البسيط]
وإن أتاه خليل يوم مسألةٍ ... يقول لا غائب مالي ولا حرم
أي: لم أحرم علي هبته باليمين. ويروى لقد بن مالك الأسدي:[الوافر]
فلا والله لا أولي عليها ... لتمنع سائلًا منها يمين
فإني لست منك ولست مني ... إذا ما طار من مالي الثمين
كأن امرأته قالت له: احلف على مالك أنك لا تخرج منه شيئًا؛ فأعلمها أنه لا يفعل, وأنها إذا أخذت ثمن ماله كما تأخذ المرأة من ميراث الزوج, فقد انقطع ما بينها وبينه.
وقوله:
لولاك لم أترك البحيرة والـ. ز. ـغور خصيب وماؤها شبم
عندهم أن الأجود: لولا أنت, وقد جاء في الشعر لولاك ولولاي, وكان محمد بنيزيد يرد ذلك؛ وقد أنشده سيبويه:[الطويل]
وكم موطن لولاي طحت كما هوى ... بأجرامه من قلة النيق منهو