للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشد الفراء: [الطويل]

أتطمع فينا من أراق دماءنا ... ولولاك لم يعرض لأحسابنا حسن

يقول: لولا أنت أيها الممدوح لم أترك في مشتاي البحيرة والغور دفيئًا, وماؤها شبم مع دفئها؛ أي بارد.

وقوله:

والموج مثل الفحول مزبدةً ... تهدر فيها وما بها قطم

شبه الموج بفحول الإبل وصوته إذا تلاطم بهديرها. والفحل إمنا يهدر إذا قطم أو غضب. والقطم: إرادة الفحل الضراب. والهدير يستعمل في الإبل والرعد والأسد, وكل صوت يوصف بغلظ. يقول: فالموج يهدر هدر الفحول ولم يصبه القطم.

وقوله:

والطير فوق الحباب تحسبها ... فرسان بلقٍ تخونها اللجم

الحباب: أكثر ما يقال فيه: إنه ما يظهر على الماء من النفاخات الصغار, وربما قالوا: الحباب معظم الماء, والمعنى متقارب؛ لأن الموج ومعظم الماء لا يعدم أن يكون فيه شيء صغير الصورة. شبه الموج ببلق الخيل لأن بعضه لون الماء وبعضه متغير, وقد ذكر ذلك المسب بن علس بقوله: [الكامل]

فكأن بلق الخيل في حجراته ... يرمي بهن دوالي الزراع

شبه الطير بفرسانٍ على خيلٍ بلقٍ, وهي الموج تخونها اللجم أي لا تقدر على ضبطها.

وقوله:

كأنها في نهارها قمر ... حف بها من جنانها ظلم

<<  <   >  >>