فاستنزلوا أهل جو من مساكنهم ... وهدموا عالي البنيان فاتضعا
وكان بجو امرأة يقال لها: عنز زرقاء توصف بحدة البصر, وهي التي ذكرها النابغة في قوله:[البسيط]
واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت ... إلى حمام سراع وارد الثمد
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد
فكملت مائة فيها حمامتنا ... وأسرعت حسبةً في ذلك العدد
فحسبوه فألفوه كما زعمت ... تسعًا وتسعين لم تنقص ولم تزد
ويقال: إنها نظرت إلى سرب قطًا فقالت هذه المقالة.
ويقال: إن ملكًا من حمير يقال له: حسان غزا اليمامة فنظرت هذه المرأة فأبصرت الجيش على مسافةٍ بعيدة, فقالت: لقد جاءكم الشجر أو غزتكم حمير, وقالت لهم: إني أرى رجلًا يأكل كتفًا أو يخصف نعلًا؛ فكذبوها فيما قالته. وقد وصف ذلك الأعشى في قوله:[البسيط]
ما نظرت ذات أشفارٍ كنظرتها ... إنسان عينٍ وموقًا لم يكن قمعا
قالت أرى رجلًا في كفه كتف ... أو يخصف النعل لهفًا أيةً صنعا
فكذبوها بما قالت فصبحهم ... ذو آل حسان يزجي السم والسلعا