للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شر يوميها وأرداه لها ... ركبت عنز بحدجٍ جملا

لا ت رى خارجةً من بيتها ... وتراهن إليها رسلا

جمع رسول, ويروى: رسلًا, أي بعضهن في إثر بعض.

وقال القائل مدعيًا: أنا أبصر من زرقاء جو؛ لأنها شكت لما نظرت, فقالت: أرى رجلًا يأكل كتفًا أو يخصف نعلًا؛ فزعم الشاعم أن عينيه يشاويهما علمه؛ أي يسابقهما, وفضل نفسه في النظر على زرقاء اليمامة. والشأو: الطلق, يقال: جرى شأواً أو شأوين؛ أي طلقًا أو طلقين, والقياس يوجب أن يقول: شآهما في وزن: رآهما (٢٠٢/ب) لأنه بنى فاعل من الشأو, ولكنه أنس بالواو كما أنست العرب بايلاء في الديار فقالوا: تدير القوم؛ وإنما الدار من ذوات الواو. وقد أنكر أبو الفتح بن جني هذا الحرف, وما جاء به الشاعر غير مستنكرٍ؛ لأن القلب في كلامهم كثير لاسيما مع الهمزة والألف إذا اجتمعا في فعلٍ. يقولون: ساءني وسآني, وراءني, ورآني, قال الشاعر: [الوافر]

لقد لاقت قريظة ما سآها ... وحل بدارها ذل ذليل

وقال آخر فجمع بين اللغتين: [الكامل]

بان الحمول فما شأونك نقرةً ... ولقد أراك تشاء بالأظعان

قال في أول البيت: شأونك وفي آخره: تشاء, ولو جاء به على اللفظ الأول لوجب أن يقول: تشأى؛ فكأن الشاعر قال: شاواهما علمي, فقلب شأوت إلى شاوى, وهي من ذوات الواو, وخفف الهمزة التي هي آخر الفعل.

<<  <   >  >>